” يانصيب الحكومة ” / د . محمد شواقفة

” يانصيب الحكومة ”

رغم حالة اليأس المتراكم بأن تفعل هذه الحكومة أو غيرها أي شئ لرأب الصدع بينها و بين ما يطالب به الشعب …. لكنني شعرت بالقهر لأنني أكتشفت أنني ” مغفل”…
هناك صفحة لرئاسة الوزراء يزورها بعض الاصدقاء … و تظهر عندي بطبيعة الحال … و قد ظننت لوهلة أنها صفحة تبدو محترمة و تنقل اراء المواطنين و اقتراحاتهم لأي كان …. و بعد تردد كبير و ” عصرة ” ليمون كتبت تعليقا لا أذكر ان فيه اساءة …. و صراحة لا أذكر …ربما أكون قد هرطقت كالعادة …. بعدها تظهر الصفحة عندي عن طريق اصحابي و لكنني لا استطيع التعليق فقد تم حجب هذه الخاصية عني ….أثار حنقي هذا الامر و اثبت لي انهم كلهم ” قاريين على نفس الشيخ”…
لا استوعب لماذا تعتقل الاجهزة الامنية بعض الشباب في طول البلاد و عرضها و بتهم الكترونية سخيفة كتعليق عالفيسبوك او موضة اغتيال الشخصيات الهاملة … هل التعبير عن الرأي الذي هو حق اساسي للمواطن في اي دولة محترمة …جريمة يعاقب عليها القانون ؟!
ما علينا …. اجتمع رب الاسرة مع زوجته و اولاده في حالة نادرة من الديمقراطية و كل يشكي همه لفقر الحال و صعوبة السؤال …. فأخبرهم بأن الفرج قريب … و قريب جدا …و اخرج من جيبه ورقة ” يانصيب” … و قال لهم بكل ثقة و اطمئنان…. اذا ربحنا ؟! سأحقق لكم كل احلامكم… طبعا ام العبد قالت: “انا ما بدي غير جوز مباريم لأنه سلفتي أم محمد مش أحسن مني”… رمقها بنظرة قاسية فيها تحد و غضب … و قال: ” انا ناوي اسدد ديوني … و اذا ظل معي اشي بدنا نجوز ” عبود”…. ” انفرجت اسارير ام العبد رغم عدم رضاها و لكنها كانت تنظر باشفاق على عبود الذي لا يزال عاطلا منذ تخرجه من الجامعة منذ خمس سنوات و اهل عروسه فطوم ينتظرون بفارغ الصبر ليتم مشروع الزواج الذي كان و لا يزال يبدو مستحيلا. و راح كل يطالب بما يحتاجه او لا يحتاجه …. هذا يريد هاتفا ذكيا … و هذه تريد “ايباد” و غير ذلك الكثير .
تنهد ” ابو العبد” و هو ينفث دخان ارغيلته في ارجاء الغرفة الصغيرة…. و قال:” قد قررت ان اشتري سيارة ” بكب ” غمارتين….”
عمت الفرحة الجميع و رحبوا بالفكرة ايما ترحيب… و جميعهم اعتقد ان فكرة ابو العبد لا ينقصها شئ …تحدث حمودة آخر العنقود متسائلا : ” لكن من سيركب في البكب من الامام و من سيكون نصيبه الصندوق الخلفي “… و كانت فتنة !!…و احتدم جدل عنيف تعالت فيه الاصوات بسبب هذا السؤال اللئيم …مما جعل ابو العبد يحلف ” يمين ” انه لن يركب احدا معه البكب اذا استمر النقاش… و عندما لم يسمع ما يسره من جمهور الساخطين الغاضبين… صاح بأعلى صوته: ” انزلوا كلكو من البكب”

” دبوس على حظنا”

مطلوب صديق عصفحة رئاسة الوزراء لينقل لهم رأيي بهم

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى