من الفائز …؟ / سهير جرادات

من الفائز ..؟؟
يا حسرتي على المواطن، الذي صَدق نفسه بأنه كسب القضية في معركته، التي وقف فيها في مواجهة
قرارات الحكومة الأخيرة ،معتقدا أنه نجح بتحالفه مع مجلس النواب بالضغط على
الحكومة لاسقاطها شعبيا ونيابيا من خلال التلويح بحجب الثقة عنها ، مما أجبرها على
التراجع عن قرار رفع سعر اسطوانة الغاز ، وعدولها عن رفع رسوم ترخيص المركبات

المواطن يعتقد خاطئا أن شؤونه وقضاياه محط اهتمام النواب،لأنهم بحسب ما هو متعارف، نواب
الأمة ،وهم ممثلو الشعب ،لكن حسب اعترافات صريحة لمسؤولين في مواقع حساسة ذات علاقة بإجراء الانتخابات، بأن
انتخاباتنا تُزور بقرار وتكتيك من قبل دوائر بعينها ، وحتى يخرج علينا مسؤول آخر
يفجر قنبلة أخرى حول أخر خفايا التزوير، سيتأكد حينها المواطن أن النائب
الذي يعتقد أنه انتخبه وصوت له ،وأوصله إلى قبة البرلمان، لا يسعى إلا لإرضاء من
أوصلوه إلى المجلس ، وأنه الخادم الأمين لهم ولمصالحهم ، والمنفذ لمطالبهم ، ولا
يتطلب الأمر منهم سوى رفع سماعة الهاتف مع النائب ….والطلبات ستصبح أوامر
اللطيففي الأمر، ما جاء في طلب النائب تامر بينو من رئيس الوزراء :”أن يكف يد
المخابرات عن مجلس النواب “، وكأنه يعلن عن سر لا يعرفه الصغير قبل الكبير ،
أن هناك من يتدخل في عمل مجلس نوابنا ، الأمر الذي
يضعنا أمام حقيقة مُرة، أنه لا يوجد استقلالية لسلطاتنا ، حيث عبرت عن ذلك بوضوح
النائب ناريمان الروسان قبل ذلك باطلاقها على مجلس النواب تسمية ” نواب الألوو
” ،يعني الذين يتم تحريكهم “بالرموت كنترول”، وعن بُعد؛ من قبل جهات متنفذة
ساعدت في ايصالهم إلى البرلمان .< انها ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الحكومة لحل مشاكلها الإقتصادية إلى جيب المواطن ، وتحميله عجز الموازنة وزيادة المديونية ، وليس جديدا على الأردنيين ما يتعرضون له من ضيق الحال وضيق ذات اليد ، فالغالبية منهم يخدمون في القطاع العسكري أو العام ، ويعيشون على الراتب الشهري وأحوالهم المادية معروفة ، فهم لا يعيشون في بحبوحة ، وفي حالة قلق دائم من الديون التي تثقل كاهلهم ،ولا يعرفون طعم النوم لعجزهم عن سدادها وتأمين العيش الكريم لأسرهم . من الواضح أن هناك قوى هي التي حركت الشارع و البرلمان ،وهي ذاتها التي رسمت طريقة "التخريجة" لهذه التحركات الشعبية والبرلمانية بوضع السيناريو المناسب لرئيس مجلس النواب ،وهي مدركة أن التغيير ليس بيدهم ولا بيد البرلمان ولا حتى بيد الشعب . ولكن ما أرادوه من هذا السيناريو، أن يثبتوا قدراتهم وتفوقهم على الحكومة ، ويعرفوا مدى تأثيرهم على المواطن ونوابه ، ليوجهوا رسالة للحكومة ورئيسها فحواها : نحن الأقوى، ونحن من يجب الحذر منا ، فالفوز كان حليفنا ...وتفوقنا على الحكومة على الرغم من عدم تحقيق خسارة للطرف الثاني ، لأن سياسة "شد الأذن" تنجح في كثير من الأحيان أكثر من حصد النتائج ، وبالتالي فإن الاجابة على السؤال : من فاز؟ حكومة عبدالله النسور كسبت فرصة تأجيل التصحيح الإقتصادي ، وستستمتع بالوقت الضائع بعد تهدئة الوضع، واللعب مع الشارع، لتستمتع بالوقت المتبقي لها، لحين إقرار قانون الانتخاب الجديد وإجراء الانتخابات النيابية ، وبذلك تنتهي فصول المسرحية التي كان دور البطوله فيها للحكومة بالتقاسم مع رئيس مجلس النواب ،فيما لعب مجلس النواب والشعب دور الكومبارس، الذي يؤدي دوره لينجح، فيما الشهرة للممثلين الأبطال ، ويبقى الحال على ما هو عليه، فيما يتعلق بالمديونية والعجز في الميزانية ، والسياسات الحكومية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى