ومضة عن طريق / روان ضيا

ومضة عن طريق

“مشواري علمني أن طريق العقل الإنسان بيختاره”
“مشواري علمني أن طريق القلب بيستدل عليك وبيكمشك كمش”
“ويمكن تمشو مثلنا بطريق كلها ألوان وقصص غريبة تتمسكو كل واحد بأفكاره وقراراته”
“بس رح يجي نهار والأفكار تثقل وتفلت منكم وساعتها بس”
“ورغم كل الاختلافات وانتو الي كنتو ضد كل التنازلات رح تلاقو أن العقل والقلب صاروا صحاب”
“والمشوار رح يكمل ورح تروحو سوا على مطرح بالحياة بلبقلكم”
“رح تروجعوا على الأصل مطرح ما كل هل الدنيا بدأت”
“على الحب رح تمشو سوا وتوصلو على نفس الطريق”

الحب هو الطريق الي اختاره كل من جابر وأميرة في نهاية المشوار، الحب هو الي قدر يشق طريقه للنهاية رغم الاختلافات والفروقات الي عانى منها الطرفين.
بدأت الحكاية حين شعرت أميرة بطلة المسلسل بحاجتها إلى رجل، حاجتها إلى سند يكن الظهر الذي تتكئ عليه عندما تشعر أن قواها قد خارت، وأنها لم تعد قادرة على مكابدة كافة الظروف والمشقات.
أما الحكاية بالنسبة لجابر بدأت حين صرحت أميرة بحاجتها إلى رجل مثله على الرغم من قوتها وجبروتها وشهادتها.

امتلاك البطلة أميرة لكل ما كانت تحلم به ، سهولة الطريق الذي أصبح أمام ناظريها، امتلاكها لمنزل جميل وسيارة، بالإضافة إلى مكتب محاماة خاص بها ، كل ذلك لم يكن كافياً بالنسبة لها حين أصبحت تحت سقف واحد مع رجل لا يشبهها أبداً، رجل تشعر بأنه في عالم بعيد كل البعد عن عالمها، رجل تشعر بالخجل حين يتناول الطعام أو يتفوه أويتحدث أمام أساتذتها في عالم المحاماة، رجل يفتقر للمنطق والثقافة والرقي في حديثه ولباسه وتفكيره المتواضع والبسيط.
بدأت أعراض الندم تبتاغها لحظة تلو الأخرى إلى أن أصبحت عاجزة عن الاستمرار مع رجل تشعر بأنه لا يفهمها ، شعرت بعدم الرغبة في الإنجاب والاستمرار في حياتها معه.
بينما هو لم يتوقف أبداً عن تقديم كل ما يملك لها، لم يتوقف عن محاولة إضحاكها ومحاولة جذب اهتمامها في حين أنها غارقة في الورق والكتب، لم يتوقف عن الوقوف إلى جانبها ومد يد العون والمساعدة والحب لها ولكن الفرق كل ذلك كان على طريقته التي تختلف كثيراً عن طريقتها

رغم إن البطلة أميرة بن مصلح الحاصلة على شهادة المحاماة في المسلسل اختارت الزواج من رجل لا يعرف القراءة ولا الكتابة لشعورها أن هذا القرار هو الصواب بحد ذاته ، وأن هذه الحياة هي التي سوف تشعرها بالأمان والإستقرار، ورغم أن البطل جابر لم يخطئ في حقها إلا أنه لم يستطع أن يتغير كما يجب، ولم يستطع أن يغير أو يطور من شخصيته وأسلوب ملابسه، إلا أن هذ الزواج استمر إلى النهاية رغم كل العناد الذي تحلى به الطرفين.

قد يقع البعض في علاقة تبدو مستحيلة في الواقع أو ربما تبدو فاشلة جداُ وليس فيها أي صواب، إلا أنني هنا أتحدث عن جابر وأميرة فقط ، هذه العلاقة التي تحمل فوارق طاغية، وبما أني شاهدت المسلسل منذ بدايته إلى نهايته، إلا أني كنت من المعارضين لهذا العلاقة التي لا تحمل شيئاً من المنطق ولا تخلو من المبالغة، ولكن ما إن كانت النهاية مخالفة لما توقعته حين قرر الطرفين اختيار الحب والاستمرار، حتى ذهبت في مخيلتي إلى حقيقة أن رجلاً يحمل كل هذه الطيبة والشهامة وحب الخير، رجل يهرع إلى مساعدة الغريب دون أي مقابل لمجرد علمه أن حياة الآخرين رهن لمبلغ ربما زهيد أو طائل من المال، رجل يفتح يديه إلى أبواب الخير دون أي مقابل، رجل يقف إلى جانبها في السراء والضراء، يستحق منها الحب والوفاء والاحترام، وفي إفادة جابر في الحلقة الأخيرة عندما سأل عن سبب دفعه مبلغ من المال للأشخاص المصابين بالتسمم نتيجة تناولهم من مطعمه قال:-
“إذا شفت جوعان بطعميه”
“بردان بدفيه”
“عريان بكسيه”
“ما بعرف الف ولا ادور”
“بحس الي لازم اعمله بعمله”
“عشت فقير بزعل اذا شفت حدا فقير”
“بوثق بالناس الي حوليي ما بخطر ببالي النوايا العاطلة”

وأنا عم بقرأ هل الكلمات بتمنى لو إن هذا الضمير مزروع فينا كلنا، لو إن نوصل لهل المرحلة من الإنسانية ، لو نكون كلنا مخلصين في كل خطوة بحياتنا سواء تجاه ربنا أو وطنا أو عملنا ، رح نتقدم يوم بعد يوم ورح يعم الخير والحب في أرجاء الوطن الحبيب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى