…..وليس أولاً / يوسف غيشان

…..وليس أولاً

ليس أولا…. لأني سأترك الـ(أولا) الى أبي اسكندر الحصناوي الذي اتهموه ذات قرن بأنه كسر مصابيح الكهرباء الليلية في البلدة، وهذه قصة اخرى سأرويها لاحقا، لذلك سأبدأ من:.
ثانيا، لماذا لا يحق لي ان اعرف من الذي شرب النصف الفارغ من الكأس؟.
ثالثا، لا اعرف لماذا يفترضون ان الكاتب الناقد هو وكالة انباء، ينبغي ان تركز على الإيجابيات أيضا.
مع ان دور الكاتب هو ان ينتقد السلبيات، بينما الإيجابيات هي وضع طبيعي ينبغي ان يكون، ويحصل مقابلها المسؤول الناجح على الرواتب والامتيازات. الصحيح والسليم هو القاعدة، وليس الاستثناء. ثم اذا امتدحنا المسؤول الناجح ، فماذا نترك للمتذبذبين والوصولين وما شابههم؟.
اعتقد ان الناقد هو اكثر رحمة ببلده من المطبطب والموافق على كل شيء، وأن الناقد حتى لو بالغ في النقد ، فهو يقوم بذلك من اجل تعرية العيوب وجعلها اكثر قباحة، حتى نستطيع الابتعاد عنها وتجاوزها، بدل ان نغطيها بمساحيق المدح والرياء والمداهنة الحمقاء.
الذين يكسرون الدول هم المصفقون الذين يزينون الباطل للمسؤولين، حتى يصدق هؤلاء بأنهم عباقرة ، وان افعالهم الباهتة هي قمة العبقرية ، فيتهتك النسيج الاجتماعي ، وتتحلل مؤسسات الدولة بسبب الفساد والإفساد والتسيب المسكوت عنه ..المغطى بطبقة حلوة من الرياء القاتل، فتقع الكارثة، فيراقبها المسؤول بدهشة، ويعتقد حتى آخر لحظة ان المواطن هو مجرد ناكر جميل ..او يصحو في الثانية الأخيرة ويصرخ:.
– الآن فهمتكم.
ومع اعترافنا بحقكم في النقد ، أما آن لكم ان تفهمونا ، وتدركوا ان النقد هو الذي يصلح الاعوجاج وينقذ الدول والمؤسسات من الفساد والتراجع؟.
أما آن لكم ان تعرفوا ان النقد- حتى المبالغ فيه- لم يدمر اي مجتمع يوما، انما المدح المبالغ فيه هو المدمر والمفسد، أبد الدهر؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى