وصفي التل / أسعد البعيجات

وصفي التل

التوبيخ أو تأنيب الطفل هو وسيلة منتشرة لتهذيب الأطفال، واشعارهم في نفس الوقت بالمهانة، واشعار الطفل أن ما يبذله من مجهود لا يكفي. وهذا الاسلوب يترك ندوباً لا تُمحى مدى الحياة في نفسية الطفل.

هذا الأسلوب يستخدمه الاهل في كل البيوت تقريباً. وهو لا يمارس عن قصد وانما هو نتاج ما توارثه الآباء جيلاً بعد جيل. هذا الأسلوب ليس ببعيد عنا جميعاً، وابسط أمثلته هو “لا تبكي كالأطفال”، “أنت طفل غير مهذب” و” هل انت غبي؟” بالاضافة للتوبيخ العلني للطفل امام أقرانه أو امام باقي افراد الأسرة.

وعند استعمال الآباء لأسلوب التأنيب والتوبيخ المهين، وتوجيه عبارات للطفل مثل انه “غبي” أو انه “لا يستطيع التصرف” أو انه “غير مؤدب” تترسخ هذه الصورة في نفس الطفل وتصبح هي مفهومه عن “ذاته”. مما يؤدي الى تخبط في قراراته وتحطم نفسيته في الكبر. وعندما نظل نزرع في الطفل انه سيء التصرفات فانه بالفعل عندما يكبر سيتصرف على انه سيء بدون وضع اعتبار لرأي من حوله، فهكذا يراه الناس أصلاً!

مقالات ذات صلة

لقد ابتكر الاردنيين طريقة وطنية صحية لتأنيب وتوبيخ كل مسؤول اردني بتكريم الأفاضل الذين ما هانت ولا دانت ضمائرهم للدنيه …

الأفاضل الذين لم تُغريهم تذكرة مجانية ولا تعين أبن الوليه في السفارة الأجنبية

الأفاضل الذين لم يلهثوا وراء الوكالات الإفرنجية والفنادق المخملية !!!

هذا ما يعمله الاردنيين في كل عام في احياء ذكرى الوطن في شخص وصفي التل ….

هي رسالة توبيخ وتأنيب لكل رُؤساء الوزراء من ٤٥ سنة لغاية الآن…
هي رسالة لإشعارهم إنكم لم تقدموا شيئاً
هي رسالة مهانة مدى الحياة لهم

هل هي وسيلة لتهذيبهم وإشعارهم بضرورة اعادة الهيبة والولاية العامة لهذا المنصب ؟

لعل وعسى ان يفيق احدهم
لعل وعسى ان يشعروا ان الوطن ليس نُمره حمراء ولا سائق أمن ولا كشك حراسة مدى الحياة ولا مزارع ولا أسوار ولا قصور

لعل اكثر رئيس وزراء سيّء الحظ هو رئيس الوزراء السابق فضريح وصفي التل يقف على تله ولابد له وللقادم من عمان الى السلط ان يمر من امام الضريح …

لا اعلم ما هو شعوره وهو يرى هذه الجموع ؟
هل سيكون تأثيرها كتأثير توبيخ الطفل بين اقرانه؟

هل سيسأل سائقه خلسه ما الفرق بيني وبين وصفي ؟
هل سيسأل ضميره لماذا لم اقدم ما قدمه وصفي للوطن ؟
هل سيسأل الدركي الذي يقف امام بيته لماذا كل هذا ؟
هل سيسأل نفسه ماذا قدم وصفي لتستمر هذه المحبة نصف قرن ؟
لا اعلم ما هو دعاءه عند مروره من امام الضريح
” انت السابقون ونحن القابضون ”

ام سيدير وجه يميناً او شمالاً حتى لا تقع عينيه على الضريح المسجى بين أشجار السرو ؟

اطالب وزارة المالية ومجلس النواب باقرار علاوة لرئيس الوزراء السابق … فغيره من الرُؤساء السابقين لا يمروا من هذا الطريق ولا تجول بأنفسهم تلك الأسئلة …

سموها ما شئتم …
سموها علاوة الالم او الندم
او علاوة الحسرة
او علاوة أسئلة الضمير
.
.
.
.

طبعا اذا في ضمير …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى