وثيقة حماس السياسية.. القلق مبرر / عمر عياصرة

وثيقة حماس السياسية.. القلق مبرر

رغم زخم عبارات عدم التنازل والتفريط، والتأكيد على الثوابت التي شملتها وثيقة حماس الجديدة، واكدها خالد مشعل في مؤتمره الصحفي، الا ان ردود الفعل من بسطاء الناس ومثقفيهم، تشي بكم كبير من القلق والاسئلة المفتوحة على المستقبل.
مبرر القلق لا علاقة له بالنكاية، فنحن لا نتحدث عن خصوم حماس الذين وجدوا من الوثيقة الجديدة رافعة لمهاجمتها تحت عناوين من التجني التي تجعل من المنطق – ان وجد – حالة غير مقبولة.
هناك ضغوطات فرضها الواقع على حماس، هذا صحيح، لكنها في المقابل ليست بالجديدة، فمتى كانت حماس تعيش بلا ضغوط، ما الجديد، ومن هي الجهة التي يراد تقديم التعديلات «التنازلات» لها.
أليس في فيض هذه الاسئلة لوحدها ما يكفي من شحنات القلق التي تستبد بالمناصرين قبل المتعاطفين، ثم، ماذا بعد ذلك، هل سيقبلون بما نعرض ام انهم سيستبدون ويطلبون المزيد.
( القلق، النقد، الغضب ) هي مشاعر، ان وجهت لوثيقة حماس السياسية الجديدة، فستكون منطقية وتجسد تعبيرا عن الحب الكبير للحركة وتضحياتها، ووقوفا الى جانبها.
ويجب هنا، التعامل مع هؤلاء «المصدومين» بدون نفور وتجريح وتسفيه، بل احوج ما تريده حماس في هذا التوقيت حملة علاقات عامة ذكية، تفعل فعلها، داخل اسوار الانصار والمتعاطفين، تفسر لهم وتبرر، وتعيد تنظيمهم في صف المستمرين الى جانب الحركة.
ليس بالسهل ان تتحدث عن ما يشبه منطق فتح في 1988، او تقترب من نقاطها العشر عام 1974، وتترك الناس يدافعون عنك بسهولة وبمجرد استحضار للعاطفة وتأثير الايدلوجيا.
قد ادرك انا وغيري كمتثاقفين الفارق والسياق وطبيعة الرجال والقواعد، لكن العموم قد لا يتفهمون وهنا عليك بذل المزيد، ولا سيما ان الخصوم سيقدمون «خطابا منطقيا» مبهرجا للنيل من الوثيقة والمبادئ.
التجاسر على كسر الممنوع، ليس بالامر السهل، والتحرر من القيود تحت بند من الواقعية امر تفرضه طبيعة الاشياء، لكن ما اخشاه ان «تحرر حماس من القيود قد يجر تحررا ممن يحميها ويحبها»، فعليها ان تراقب من كثب، وتؤمن ان الفضيلة كما انها تكون بخطوة للامام قد تكون بخطوة للخلف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى