وتحيا القلوب ببعض البشر / تيسير العمر

وتحيا القلوب ببعض البشر
مذ كنت صغيرًا كنت أشعر بحميميّة المطر ورونق أجواءه، لا يعني المطر بالنّسبة لي طقسًا باردًا أبدًا، بل هو قمّة الدّفئ وغاية الأمان، بمجرّد نزول أولى حبّات المطر ينتابني شعور الحياة والبدء من جديد، أصل الخلق وإكسير الحياة.
لا أدري لمَ يهرب النّاس ويهرعون إلى البيوت تحت وقع المطر أليس من المفترض أن نمدَّ أيدينا ونطلق أرواحنا فرحًا بهذا الزائر النبيل كما وصفته الشاعرة روضة الحاج :”ياللمطر عدل رحيلك في بلاد اللّه يا هذا النّبيل، أوفيت إذ وعد الجميع وأخلفوا إلّاك تأتي وقتما انتظروك بالتعب الجميل”. كلّما حلّ الشّتاء صارت البيوت أكثر أمنًا ودفئًا، والأسرة أكثر أُسريَّة وودًّا،، وأنا كبدر شاكر السيّاب ” عندما كنت صغيرًا كانت السّماء، تغيم في الشّتاء، ويهطل المطر”.. عندما تنساب دموع السماء فرحًا .. تتهلّل الأرض وتتحوّل الطرقات إلى مرايا.. تحمل انعكاس الأضواء الّتي تتماهى مع الأنواء في مشهد بديع يبعث على الطموح والأمل والحياة فيبدأ عرض شريط الآمال الحالمات.. وأخرج لأملأ رئتيّ من رائحة الأرض بعد المطر، فهي نقطة التقاء السّماء بالأرض، ولحظة الرّواء بعد العطش والشّوق لأنّ ” رائحة الشّوق بعد الّلقاء.. كرائحة الأرض بعد المطر ؛لأنّ حياة الثّرى بعض ماء 💦 وتحيا القلوب ببعض البشر! ..
#تيسير_العمر.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى