والله غالية..

مقال الاحد 20-3-2016
والله غالية..
احتلت عاصمتنا الحبيبة “عمّان” المرتبة الأولى بين المدن الأغلى معيشة في العالم العربي والشرق الأوسط وإفريقيا “طَجّة وحدة”، وذلك حسب التقرير السنوي الذي أصدرته مجلة “ايكونميست” البريطانية – الله لا يمكنسها بخير- عن عام 2015.
**
ولأننا دائماً نحب أن نبقى في المقدمة ” زي سيارة العروس في الفاردة” ،فقد تجاوزنا بسهولة عن الدوحة والقاهرة ، وبدون غماز تجاوزنا عن المنامة ودكّار وأبيدجان ، ثم “بنكتنا” قليلاً و”لبّسنا الخامس” لنتجاوز عن دبي وأبو ظبي ثم حللنا في المقدمة ولله الحمد ونحن نزمّر فقراً وطفراً.. عمان في تقرير وحدة الاستخبارات الاقتصادية التابع لمجلة ايكونميست أكّد أنها أغلى من أبو ظبي ودبي فنحن نحتل المرتبة 48 عالمياً بينما أبو ظبي في المرتبة 77 ودبي في المرتبة 83..وان شاء الله وبهمّة الشباب وطاقم الحكومة سنصل إلى رقم واحد في الغلاء على مستوى العالم بعد أن نلقّن سنغافورة درساً في الضرائب والكلف المعيشية…
**
كما يقول المثل “الرجال مش بالشوفات”..فإن العواصم “مش بالشوفات أيضا”…صحيح أننا نسمع عن دبي وأبو ظبي والتقدم التكنولوجي الهائل و”مترو” دبي والأبراج الشاهقة المتقاربة مثل دبابيس “فرشاة الشعر” الا أن أفضل وأجمل وأشهى كيلو لحم ضان ما زلت تشتريه ب”35″ درهماً يعني بسبعة دنانير أردني..الفواكه بكل أصنافها وفي موسمها وغير موسمها أرخص من منشأها الأصلي، فاتورة الكهرباء والماء ما زالت متواضعة مقارنة مع عمّان…بالمقابل المواصلات العامة مرتفعة والأجور السكنية مرعبة..هنا في عمان سندويشة الفلافل بأربعين قرشاً مع إن إصبعي السبابة أغلظ منها…قبل يومين لفّ لي أحد عمال المطاعم سندويشة على عجل “فعس زرين فلافل ومرر ملعقة حمص مرور الكرام فوق البترينة ” ثم لفها وناولني إياها … قلت له: ” يا رجل أنا بدي آكل بديش أحشش..هاي سيجارة حشيش مش سندويشة”..
**
وفي موضوع متصل كنت في مكتب أحد الأصدقاء الأسبوع الماضي فأخبرني عن “سوبرماركت” في احد أحياء عمان الراقية لا يبيع الا لزبائن محددين من طواقم السفارات الأجنبية والهيئات الدبلوماسية ومليارديرية العاصمة ..فقال لي على سبيل المثال أن هذا المحل يبيع بعض أنواع الشوكولاته، اللوح الواحد بـ” 25″ ديناراً..تخيلوا حبة شوكلاته بحجم الموبايل بــ”25 دينارا” ..أنا لو ادفع 25 ديناراً ثمن الشوكلاته حتماً لن آكلها…رح أقضي تلك الليلة “ارقص معها سلو”…الأمر لم يتوقف عند ذلك الحد، فقد صعقني الصديق عندما أخبرني أن نفس السوبرماركت -غير المعروف لطبقاتنا طبعاً- يبيع بعض أصناف اللحوم الكيلو بــ”140″ ديناراً..نعم الكيلو بــ”140” ديناراً يعني لو ان الخروف دارس “بهارفرد” مهو هيك..
مثل هذه المحلات نعتبرها جملة معترضة في معيشة المواطن الأردني العادي يستطيع ان يقفز عنها دون ان يتغير في حياته شيء، لكن ما نقصده ان عمان بكل فواصلها ومفاصلها حقاً أصبحت غالية ومكلفة للسائح ولصاحب الدخل المتدنّي والمتوسط معاً..
صحيح أن “عمان أرخت جدائلها فوق الكتفين”..لكن صرنا بحاجة إلى كتفين متينين حتى نستطيع حمل جدائلها الثقيلة ومعيشتها الغالية ومتطلباتها الكثيرة…صحيح إن “أمّنا عمّان” بس بنفس الوقت ما عندها “يمة ارحميني”.

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫11 تعليقات

  1. المال السايب بعمل السرقة
    و الوطن السايب بعمل السرقة كمان
    يعني لما تجد وطن لا احد يتقدم ليضحي من اجله فان الوحوش المتربصة كبيرها و صغيرها سوف تستمر في نهش لحمة لاخر عظمة و تبيع كمان الجلد و الصوف.

    الغلاء و غيره من مصايب البلد هو ارث متراكم لتقاعس الشعب عن مسؤوليته في حماية وطنه من اللصوص فالكل يريد ان يصبح لص ليحل مشاكله الخاصة لا ان ينظر الى ان الحل هو ايقاف اللصوص لكي ينعم الجميع و اولهم وطنه بالرخاء.

    الكل يبحث عن المنصب و الواسطة و اللف و الدوران في كل امر صغير و كبير حتى يمشي اموره هو و البلد الله لا يردها المهم اني اني و بس و و واري الطوفان.

    الوطن منذ عقود على موائد اللئام من شعب و مسؤوليين فالمسؤول خريج مجمتمع يؤمن بان المصالح الشخصية ثم العائلية ثم العشائرية اهم و اغلى من الوطن فالكل جلاد و لص و لكن باثواب مختلفة.

  2. غالية غالية .. لكن هل عمان عبدون والصويفية ودير غبار ودابوق والاماكن الراقية فقط ..؟؟ طبعا لا فهناك مناطق في عمان لا تنتمي الى غلائها الفاحش الذي عرفناه اخيرا والفضل للايكومونيست كثر الله اخبارها عنا … ورغم كل الشكاوي من الزائرين والسائحين من غلاء الأسعار الا ان السياسة الضريبية ما زالت مستمرة مواطنين وزائرين .. ماشي الزائرين كم يوم وبتحمّلوهن . طيب وواحنا حتى متى نتحمّل هذا الغلاء المتصاعد ..؟؟ اتكلم عن كل منطقة في الأردن . فالعدوى انتقلت سريعا الى اقصى قرية بعيدا عن عمان … عمان اختالي بغلائك وتباهي بكشرة فقرائك … وهاي كمان للاردن كلها وليس فقط لعمان
    قلت لي كيلو اللحمة ب 140 دينار ..؟
    هو بالزبط لحم شو .؟؟
    ويا ترى في منه صفاقات ..؟؟

  3. خبر اللحمة غير دقبق، الاسعار تبداء من 40 دينار للكيلو بعض الانواع مثل العجل الياباني تواصي ل 160 دينار للكيلو مع CD تعليمات زبائنة الاساسيين من أمين عمان و طالع. و بلا حسد

  4. الله يسامحك لازم تقارنها بدبي وأبوظبي والله بكره لتولع يارجال الله يسامحك وعلى فكره لما ننزل إجازه ونشتكي من الغلا أهالينا بيعترضوا وبيعتبرونا مستكترين نصرف فلوسنا ببلادنا واعتراضهم بيكون إنه الأسعار عاديه مع إنها فعلا غالية

  5. أي أربعين قرش لساندويتش الفلافل؟!!! بنص نيرة – واللي خلقك- بمطعم شعبي (للصاجة) بحي الرشيد. مجّتين وبخلص الرغيف!!
    وأمانة عمان ووزارة اللي ما بدري شو اسمهم غايبين فيلة

  6. والله السائح لما يزور عمان …… اكثر ما يدهشه في عمان سؤال لا يمكننا ان نجيبه عليه …. وهذا السؤال هو كيف انتوا يا اهل البلد عايشين !!!! ؟؟؟؟ الحقيقة انا انسألت هذا السؤال من زوار للبلد سعوديين واماراتيين ومن ألمانيا ومن امريكا ومن كندا

  7. البعض يتكلم وكاننا اليابان واننا مغرقين العالم بمنتجاتنا ومخترعاتنا ولا يصلنا من مكاسبها شيء. وهو لا يعرف ان الاردن حتى مياه لا يوجد فيها وان ما في جيبه اصلا عباره عن مساعدات خارجية يحضرها من يتهمم بالفساد بالاضافة الى تحويلات العاملين في الخارج. وكم شاحنة فوسفات من التراب وبكمين خضار من المشحرين الغوارنه.

  8. عزيزي الكاتب أحمد الزعبي ،عمان ليست فقط أصبحت من أغلى مدن العالم، بل أصبح التنقل فيها عذاب وقهر ، ولدرجة أصبح البعض يتمنى أن يبقى جالسا في البيت نهارا ، وأن يخرج للعمل أو التسوق بعد منتصف الليل. ويكفي أن يراقب الشخص كيف يتم العمل بمشروع تحضير شارع الأميرة بسمة لخط الباص السريع، ليصب بالأكتائب والحزن على بطئ تنفيذ العمل فيه. فعدد من يعمل بتنفيذ المشروع لا يزيد عن 15 شخصا مع بضع آليات. والمصيبة أن هذا الشارع الحيوي والذي يربط بين عدة مناطق هامة ووسط البلد أصبح يعطل حياة الآلف من الأشخاص، وتنقل السيارات والأعمال. ولا أعرف لماذا يجب أن ينتظر المواطنون في عمان حتى صيف 2018 حتى يكتمل مشروع الباص السريع، وخاصة أن المشروع لا يشمل أقمة أنفاق أو جسور في الهواء، وأنما فقط تحضير شوارع مع خدمات تصريف المياه ومحطات وقوف للركاب. وهذه أعمال يمكن أن تتم بسرعة كبيرة ودون تعطيل حركة السير والبشر. وكما أعرف في جميع مشاريع الطرق في العالم المتحضر، يتم تنفيذ مراحل أي مشروع طريق حيوي على مراحل وخلال فترات زمنية قصيرة. وفي حال أنتهاء أي مرحلة يبداء العمل بأستعمالها فورا ودون تأخير. كما يتم العمل نهارا وليلا في المشروع حتى يتم أنجازه بسرعة ويمنع تعطيل مصالح الناس. ندعو الى تسريع العمل في مشروع الباص السريع وخاصة أن تمويل المشروع متوفر. وإذا كان مقاول المشروع لا يستطيع زيادة وتيرة العمل، فلماذا لا يتم إضافة مقاول آخر أو أكثر.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى