هي ذاتها / د.فدوى احمد علاونة

هي ذاتها
هل أمطرتنا أم بكتنا أم أنها غسلتنا؟ عجباً لامرها كيف لها ان تعتلينا و تغلفنا و في الاخيرة تحتوينا؟
تنيرنا بوشاحها الابيض المطرز بخيوط الذهب و تنزعه عنها لتخيم علينا بكحلها الاسود.
في افقها غسق يعشق من النجم بريقه و في شفقها حمرة وجنتين تشيح بهما عن حَرٍّ التهب .
هي ذاتها التي تحمل المغرّد و المدوّي و الجارح و الدوري، كلٌّ يحلق الى رزقه و سعيه و ربما وجهة سفره .
اذا اكتأبت ابيضت بياضاً حاد عن النور و إن أدمعت روَت و اذا اجهشت اغرقت
نعم هي ذاتها من حملت اسقاماً و لقاحاً و صرصراً عاتياً .
نعم هي ذاتها من تسمع النداء و تحمل الدعاء و الرجاء، كاملاً دون استجزاء ففضاؤها لا يخضع الا لقضاء ارحم الرحماء .
نعم هي ذاتها ، من عانقت الشمس و القمر ، و الطير و البشر و كذا الشجر، كل يدنو منها بقدر .
لا تحمل من الاسماء الا السماء رغم انها تصغي لكل الاشياء .
د.فدوى احمد علاونة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى