هل يوافق المجلس؟ يوافق المجلس! / رامي علاونة

هل يوافق المجلس؟ يوافق المجلس!

طريفة جدا هي مقاطع الڤيديو التي تداولتها المواقع الالكترونية لمجلس النواب اثناء التصويت على مشروع قرار الموازنة، فهي تجعل المتفرّج غير المعتاد على المشهد البرلماني الأردني ‘يقلب على ظهره’ من شدة الضحك، إذ انها تصلح لأن تكون مادة فكاهية لبرنامج
Top Funniest Videos.
اكثر من كونها مشهدا سياسيا يقرر فيه الممثلون مصير شعب لسنة مالية كاملة.
ففيها يظهر شخص واقف على المنصة (لا اعرف إن كان من المجموعة الدائمة أم من المجموعة النائمة) يقوم بقراءة بنود وتفاصيل مشروع الموازنة واحدة تلو الأخرى- لا يفصل بينها سوى صوت رئيس المجلس سائلا:
‘هل يوافق المجلس’؟
ومجيبا في آن معا:
‘يوافق المجلس’!
دون ان يعطي عينيه فترة زمنية كافية لإجراء مسح بصري للمكان من تحت نظاراته المرتكزة على ‘رأس خشمه’ ورؤية ما إذا كانت الأيدي مرتفعة أم منخفضة او إذا كانت مرتفعة للتصويت على بند سابق أم لطلب الإذن للذهاب الى الحمّام او تدخين سيجارة أم إذا كانت الأيدي مرتفعة اصلا منذ بداية الجلسة.
كل ما يلحظه المشاهد هو سؤال الرئيس وجوابه لنفسه:
هل يوافق المجلس؟
يوافق المجلس!
****
ذكرني هذا المشهد بطريقة استخدمها في محاضراتي لتنبيه الطلاب الى ضرورة الانتباه للدرس، ففي بعض الأحيان ‘ارصد’ طالبا ‘سارحا’ في ملكوت الله او منشغلا بهاتفه الخلوي، فأنظر اليه فجأة دون ان اتوقف عند الكلام و أسئله:
Right?
فيجيب على الفور:
Right!
عندها أسأله:
What is “right”?
فتتطاير من رأسه كل مفردات اللغة الإنجليزية واللغة العربية، ويبدا بالهتورة وحركات الأيدي اللا إرادية.
***
ترى ماذا سيحصل لو أراد رئيس المجلس القيام بدوره كما ينبغي والتأكد من متابعة النواب لمجريات الجلسة والتصويت اثناء مشهد
هل يوافق المجلس؟
نعم يوافق المجلس!
وسألهم:
على ماذا يوافق المجلس؟؟؟

اعتقد ان ثلثي المجلس سيخلط ‘مي وزيت’!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى