هل يعود الرشد لإيران إقليمياً / عمر عياصرة

هل يعود الرشد لإيران إقليمياً

الشعب الايراني يخرج للشارع في تظاهرات دموية، ذهب ضحيتها الى حين كتابة المقالة 20 قتيلا، والى الان لم تثبت الرافعة الخارجية كداعم لتلك الاحتجاجات.
التظاهرات دافعها اقتصادي، بمعنى، ان ايران التي تتمدد اقليميا بشكل احتلالي في سوريا واليمن ولبنان والعراق، تواجه مشكلة في إطعام شعبها ومنعه من التذمر.
قادة ايران بدورهم، يعيشون حالة انكار غريبة، يتهمون المتظاهرين بالعمالة كما فعل بهم البهلوي في ثورة 1979، لكنهم ينسون وتغريهم القوة واجهزة الامن ونجاحات قمع 2009.
أشرت في مقالة سابقة الى ان التظاهرات الحالية لن تسقط نظام الملالي، فرغم تدخل المرشد خامنئي بالامس، وهذا دليل على تأثير الحدث، الا ان الدولة البوليسية قادرة بفعل حاضنتها الايدلوجية وموازين القوى الداخلية على قمع الحالة اليوم، لكنها غير قادرة على قمع المبررات التي قد تعيد الاحتجاجات مرة اخرى.
داء العظمة لم ينفع الاتحاد السوفياتي حين تورط في افغانستان، والحاضنة الشيوعية تفكك بفعل ضربات الازمة الاقتصادية، فالشعوب اولا واخيرا تزحف على بطونها.
من هنا على الحكام في ايران العودة الى الرشد الاقليمي، ووقف سياسة توسيع مهمة الثورة خارج الحدود، وقف تحريض الاقليات الشيعية وتركها لشأنها الوطني، هذه الاحتجاجات – حتى لو لم تفلح – فإنها تؤكد نهاية حلم امبراطورية فارس.
تملك ايران الفرصة لتتعقلن، وتضع خيراتها في تنمية مجتمعاتها بعيدا عن الحروب، بل تملك ايضا ان تبادر الى المصالحات التاريخية مع المنطقة على قاعدة حسن الجوار.
التذمر لن يتوقف، الاحتجاجات ستكمن وتعود مرة اخرى، الحاضنة الايدولوجية ستتفكك، تلك سنة التوسع الاحتلالي غير المحسوب، لكن الفرصة في طهران مواتية للعودة للرشد، وترك حالة الانكار، وانقاذ ما تبقى من المنطقة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى