هل فقدنا السيطرة على درعا
الآن أنا اصدق مقولة بشار الاسد التي نقلها لنا عباس زكي بأن «درعا مشكلة اردنية»، واعتقد ان الرئيس السوري لن تتغير قناعاته بذلك على المدى القريب.
فلقاء رئيس هيئة الاركان الفريق محمود فريحات على «بي بي سي»، كان واضحا بأن ثمة تطورا دراماتيكيًا ستشهده جنوب سوريا قريبا جدا.
لو أردنا تفصيل المشهد الدرعاوي الحالي والمحتمل، فإننا ندرك ان نظام بشار يصوغ «ممرا آمنا» لداعش ولمقاتلين آخرين يرغبون ملزمين بالذهاب الى درعا استعدادا للمحرقة الاخيرة.
هذا ناهيك عن وجود جيش خالد بن الوليد، والنصرة في غرب درعا مع رغبة متصاعدة للمتشدد الاردني «ابو جليبيب» للعودة الى درعا القريبة منا.
«اسرائيل» تصور من الجو، ولا نعرف مدى دقة تنسيق صورها معنا، اما روسيا فخبرتها في حلب، ورميها المقاتلين في وجه تركيا، تجعلها اكثر خبرة ورغبة بفعل ذلك مع الاردن.
اين الوسائد الاردنية، هل ما زالت موجودة، يجري الحديث عن جيش حر ضعيف لا يكون رقما في المعادلة، ولعل مغازلة الفريق الفريحات للنظام السوري تظهر حجم فقدان الاردن لأوراقها في درعا.
هناك معركة مقبلة في جنوب سوريا، عناوينها قاسية وغير خاضعة للتسوية السياسية، فأين سيرحل هؤلاء بعد ذلك، وكم سيأتي الينا لاجئون جدد بينهم مقاتلين متسترين.
كيف سنتعامل مع مخيمي «الركبان والحولات» اذا انفجر في وجوهنا، هل نحن مستعدون، هل الجبهة الداخلية مستعدة، وهل هناك خطة للبناء على مصارحات الفريحات لضمان انضباط الجميع.
اسئلة كبيرة لا نحتاج الى اجابات عنها بقدر حاجتنا الى وجود خطة لدى الدولة تستطيع من خلالها التصرف، بعيدا عن منطق الفزعة والتضارب.