هل سيتقن الرزاز عمله كرئيس للوزراء / موسى العدوان

هل سيتقن دولة الدكتور الرزاز عمله كرئيس للوزراء، كما أتقن عمله كوزير للتربية والتعليم ؟

للإجابة على هذا السؤال اسمحوا لي أن أستذكر القصة التالية، التي أوردها الكاتب أدهم شرقاوي في كتابه حديث المساء وأقتبس :

” ذهب طفل في الثانية عشرة من عمره إلى بقالة ليستخدم الهاتف. رفع السماعة وطلب الرقم وبدأ مكالمته. لفت المنظر صاحب البقالة فاسترق السمع. قال الفتى : سيدتي أيمكنني أن أعمل عندك في تهذيب عشب حديقتك، فأنا ماهر في هذا ؟ أجابت السيدة : لدي من يقوم بهذا العمل. قال الفتى : سأتقاضى نصف أجر العامل عندك . . ! قالت له السيدة : أنا راضية عن عمل من يعمل عندي ولا أريد استبداله بآخر.

أصبح الفتى أكثر إلحاحا وقال : سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف أمام منزلك، وسأجعل حديقتك أجمل مما هي عليه. ومرة أخرى رفضت السيدة طلبه. فأقفل الصبي السماعة وابتسامة عريضة على ثغره. فقال له صاحب البقالة : أعجبتني همتك العالية، ما رأيك أن تعمل عندي ؟ تقوم بإيصال الأغراض إلى البيوت، وسأعطيك الراتب الذي كنت ستتقاضاه من السيدة. فقال الفتى : كنت فقط أتأكد من أدائي لعملي، أنا الذي أعمل في حديقة السيدة التي كنت أحادثها . . ! “. انتهى الاقتباس.

* * *
التعليق :

يقول المطلعون على عمل دولة الدكتور الرزاز، أنه قد نجح نظريا في تطوير وزارة التربية والتعليم، رغم أنه كان يعمل ضمن فريق وزاري، ضرب مثلا مميزا بالفشل في إدارة الدولة سيسجل لها في تاريخ الوطن، إلا أن صانع القرار قد اختاره لمنصب أعلى كرئيس للوزراء. فهل سيؤكد دولته نجاحه في منصبه الجديد، كما نجح في منصبه السابق ؟

وبمعزل عن اختيار الدكتور الرزاز لفريقه الوزاري غير المقنع للرأي العام، إلا أننا نسجل له نشاطاته ووعوده الأولية هذه الأيام بعين الرضا، إلى أن نرى تنفيذها على الأرض ، لكي يؤكد لمن منحه الثقة في قمة الهرم وفي قاعدته، إتقانه لعمله الجديد كما أتقن ما قبله ؟ ها نحن بانتظار ما ستكشفه الأيام القادمة لنحكم له أو عليه . . !

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. أعجبني المقال و أرجو أن يبقى الدكتور الرزاز دائما عند حسن الظن.

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى