هل سنغلق الباب مع تركيا؟ / عمر عياصرة

هل سنغلق الباب مع تركيا؟

جاء قرار تجميد اتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، مشفوعا، بمبررات ضعيفة، فرغم ترحيب القطاع الصناعي به، ومعارضة غرف التجارة له، الا انني اعتقد بوجود حمولة سياسية مركزة في التوقيت، وتحتاج الى اختبار اكبر في قادم الايام.
ما الذي تغير بهذه السرعة، واي العوامل دخلت على المشهد فقامت بتعديله، وهل هناك وعود خليجية بتقديم الدعم المناسب، بمعنى هل نجحت تكتيكات اقترابنا من انقره حيث عاد الاشقاء لرشدهم.
يقال ان هناك اهتماما سعوديا متصاعدا بمدينة العقبة، فصحف العربية السعودية تتحدث عن استثمارات، وفجأة دخلت العقبة في اهتمامات السعوديين، ولا سيما بعد زيارة الامير محمد بن سلمان للقاهرة.
السؤال المهم هل ستوصد الاردن الباب بوجه كل التفاهمات مع تركيا، ولا سيما ان ثمة حديثا عن اتفاقية للنقل البحري بيننا وبين الاتراك كانت تطبخ على النار متعلقة بالعقبة، هل سنقول لهم وداعا، ام ان الامر مجرد خطوة ننتظر بعدها سلوك كل الاطراف.
لم يعد خافيا على احد ان «الرياض وابوظبي» لا ترغبان بتقارب اردني مع الاتراك، كما انه ليس بالخافي على احد، ان الاردن يتعامل مع انقرة بمنطق التكتيكي اكثر منه الاستراتيجي.
تركيا بدورها ليست غضة الخبرة، هي تعرف ذلك، واظنها خبيرة بذلك، لذا ستكون حريصة على عدم قطع الود مع عمان، وابقاء الحد الادنى فاعلا وعلى الطاولة.
الاهم من كل ذلك ان لا تكون خطواتنا مجانية، او مرتبطة بوعود سرابية، فما نحتاجه ان تكون مصالحنا العليا مصونة وغير مضغوط عليها، وليست عرضة للبيع والشراء، واقصد هنا موقفنا من القدس وفلسطين.
كما اننا في الجانب الاقتصادي، مطالبين، بممارسة مهارة عالية، تتقن فن ادارة مخاوف الاخر ورغباته، ان لا نعدم خياراتنا، وان لا نلدغ من جحر مرتين.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى