هل حقا تريد واشنطن بديلا عن عباس

هل حقا تريد واشنطن بديلا عن عباس

عمر عياصرة
تتكاثف التقارير الإسرائيلية، بشكل لافت، للحديث عن رغبة أميركية جادة في استبدال محمود عباس بآخر، تتمكن من العمل معه.
طبعا، لا استبعد أن اهتمام التلفزيون الإسرائيلي بهكذا موضوع، يحمل في طياته ابتزازا وتخويفا لمحمود عباس من اجل التراجع عن مواقفه الأخيرة المعقولة بشأن القدس.
لا يمكن التكهن بكيفية تعامل عباس مع هذه التهديدات، لا سيما أنه زار الرياض، ويقال إنه سمع كلاما مشابها لتقارير الإعلام الإسرائيلي من ناحية أنه سيرحل إن لم يقبل بخطة ترامب.
المفارقة الأخرى، تأتي من تقرير القناة العاشرة الإسرائيلية الأكثر وضوحا، حيث أشارت الى بدائل تفكر فيها الإدارة الأميركية لعباس.
وذكرت اسم كل من «محمد دحلان وسلام فياض»، وهما من الشخوص التي يتحسس منها أبو مازن، ومرة أخرى لا اعرف كم سيأخذ أبو مازن مثل هذه التهديدات على محمل الجد.
بالعودة الى موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من قرار ترامب الأخير، نرى أنه مارس حراكا سياسيا ولفظيا تصعيدا تجاه القرار، لكنه بالمقابل حافظ على عهده الأمني تجاه إسرائيل من خلال ضبط انفعالات الضفة الغربية ومواصلة التنسيق الأمني.
وهنا أقول، ما الذي يريده الأمريكان وبعض العرب أكثر من هذا، عن أي نوع من السيولة لدى القيادات الفلسطينية يبحثون، أم هي لعنة أوسلو التي جعلت من الفلسطيني عنوانا للتنازل غير مسبوق.
أيضا يراودني سؤال آخر كبير، حول قدرة واشنطن أو تل أبيب على التلاعب بشكل القيادة الفلسطينية مضمونا أو اسما، أين بلغت حفرياتهم في السلطة، كم يتوجدون «كيفا وكما» في أجهزة امن السلطة أو استخباراتها أو سياسيها، ليعلنوا أنهم قادرون على إقالة محمود عباس والإتيان بغيره.
لا عباس ولا غيره، قادرون على تغيير ثوابت رضعها الشعب الفلسطيني مع كل نسمة هواء وذرة تراب، ولعل الحديث عن تغيير عباس يؤكد أنهم يحاولون رغم استعداد البعض صناعة بطل للتنازلات، لكني أراهن أنهم سيفشلون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى