هل تسرعنا في الموقف من قطر؟ / عمر عياصرة

هل تسرعنا في الموقف من قطر ؟
شئنا ام ابينا، النظرة الرسمية الاردنية لدولة قطر لم تكن يوما ودية، وكانت على الدوام مشوبة بالقلق والتوتر وعدم الثقة، لا بل يمكن القول، ان الاردن يشعر باستهداف قطري مستمر من خلال قناة الجزيرة.
اذا هناك ارث اردني سلبي تجاه الحكم في قطر، هذا الارث، تفاقمت ازمته اكثر اثناء اشتداد الحراك الشعبي على الارض الاردنية، حيث لعبت الجزيرة دورا لم ترض عنه السلطات الاردنية.
بالمقابل كان موقف الدوحة من المساعدات الاقتصادية الخليجية التي عرفت “بالمنحة” سلبيا، فلم تدفع قطر حصتها، ولم تفي بالتزامها، مما اكد لدى عمان ان الدوحة لا تكن لنا مودة لا رحمة.
هذا ناهيك على ان الاردن لا يقف بمسافة بعيدة عن ملاحظات محور ( السعودية، الامارات، مصر) على السلوك السياسي والامني القطري، فهناك اتفاق تام على معظم ملفات التأزيم.
رغم كل ذلك، لا اعتقد ان الاردن، التقط الفرصة وفرح بها كي يعاقب قطر والجزيرة، على العكس، حاول الاردن ان يبتعد قليلا، لكن الضغوط كانت مكثفة وجذرية وعميقة من عواصم نحتاجها على الحدود وفي المالية.
الدليل، اننا كنا نبحث عن خيار يبتعد عن مصطلح “قطع العلاقات”، وكانت الصيغة التي خرجنا بها في النهاية هي تخفيض الوجود الدبلوماسي، واغلاق مكاتب الجزيرة.
هل تسرعنا، ربما، فقد كان بالامكان التريث اكثر، وانتظار جهود الوساطة الكويتية والانخراط بها كرؤساء للقمة العربية، مما يمنحنا وقتا واستقلالية اكثر.
مسألة اخرى لابد من التنبه اليها في الازمة المستعرة بين قطر وجيرانها، وهي ان حماس تظهر كأحد ملفات الخلاف، وعلينا في الاردن ورغم قطيعتنا السياسية مع حماس، التنبه انها جزء من الحالة الفلسطينية النضالية، لا يجوز تجريمها، فلذلك تبعات صدامية مع الوجدان الاردني الشعبي الذي يرى حماس بعين المقاومة والشهداء.
الاردن تركت الباب مواربا قليلا، وكم تمنيت لو انها “علقت” نشاط الجزيرة ولم تلغه، فالايام حبلى بتطورات قاسية، والضغوط قد تتعاظم، ونحتاج الى الكل الوطني رغم التباين السياسي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى