هل تدفع الحكومة ثمن تداعيات أحداث الكرك الإرهابية ..؟؟ / د . حسين محادين

خاص – سواليف
هل تدفع الحكومة ثمن تداعيات أحداث الكرك الإرهابية ..؟؟

استنادا الى علم اجتماع السياسة يُمكن ملاحظة أن الحكومات الأردنية المتعاقبة لا تستعمل عادة وصف القران الكريم البليغ “الفقراء والمساكين”بل تستعمل تعبيرا مراوغا هو “الفئات الأقل حظا” فتلجأ الى التبرير الضمني بالإيحاء أن حظ هؤلاء الأشقياء في المحافظات والكرك نموذجا للتحليل هو الفقر والمكوث بالبِطالة دائما وليس فشل السياسات الاقتصادية الحياتية للمواطنين ممثلا في ارتفاع المديونية بالتالي عدم قدراها على تحسين أوضاعهم كواجب على صاحبة الولاية العامة .
أجتهد قائلا؛ لعل من مُصاحبات عملية الكرك الإرهابية ونتائجها الموجعة أنها قد فتشت كالبرّد في جسم حكومة الملقي المُعدلة وهي من الأقل حظا في الحكومات الأردنية ربما ؛ وهذا الواقع الذي أحرجها مرارا أمام الاردنين /الكرك والجنوب بشكل بارز وما زال وتجلت تلك الاحراجات ولغابة التحليل السياسي هنا عبر ما يأتي :-
1- بداء من تصريحات الرئيس ووزير الإعلام واللذان لم يوفقا بهما أثناء أحداث قلعة الكرك و قرية قريفلا لاحقا؛مع ملاحظة عدم تقديم الرئيس لواجب العزاء لأسر وعشائر الأردن بشهداء الوطن في الكرك ما دفع أبناء المحافظة لمهاجمة من دعا دولته الى ديوان أبناء الكرك في دابوق عمان ما حال دون تحقق تلك الدعوة؛ ولعل اللافت أيضا هو أن د. المومني وزير الإعلام لم يغادر الحكومة في التعديل الوزاري كما حصل مع السيد سلامة حماد مثلا مقابل أخراج معالي د. محمد الذنيبات “الكركي- الوطني” المفاجئ للاردنين رغم جهوده النوعية في الارتقاء بقطاع التعليم لاسيما التوجيهي . كل هذه الممارسات الرئاسية إنما تحتاج الى وقفات تحليلية وهل لهذه الملاحظات الإجرائية دورا في ارتفاع منسوب الاحتكاكات الشعبية اللاحقة بين الشارع الأردني مع هذه الحكومة ؟؟.
2- هل مغادرة رئيس المجلس المهندس عاطف الطراونة نائب الكرك/الوطن بدقائق وتوّلي النائب عطية لرئاسة الجلسة المُخصصة لمناقشة قرارات الحكومة لرفع الأسعار وتحديدا قُبيل حديث د. صداح الحباشنة- كما نُشر- إضافة لقيام عدد من النواب في التطبيل لمقاطعة حديث زميلهم الحباشنة دفاعا عن الحكومة من شأنه أن يثير أسئلة غير بريئة بحاجة الى وقفة تحليلية أعمق لدى المتابعين والاعلامين عن طبيعة انسجام او عدم وجود توافق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ؟.
2- مغادرة دولة الملقي (أي كان المبرر لمغادرته) مجلس النواب في جلسة كانت مخصصة لمناقشة الأسعار وتحديدا بُعيد حديث نائب الكرك/الوطن د. صداح الحباشنة الواخز الذي تحدث بلغة وجع الشارع الأردني من ارتفاع الأسعار وهو عكس ما تم التعامل فيه مع كلمة النائب هيثم زيادين/الكركي الوطني في كلمته النارية التي وجهت مباشرة الى دولة رئيس الوزراء أثناء مناقشة الموازنة ومع هذا لم يغادر الرئيس كما فعل بالأمس بعد حديث د.صداح الحباشنة هل كان عفويا وهل من المألوف لدى من سبقوه في رئاسة الحكومات السابقة سؤال مفتوح على التحليل .
3- تقديم النائب د. مصلح الطراونة نائب الكرك/الوطن لمقترح رفع جلسة مناقشة الأسعار مباشرة”أي كان تبريره للمقترح لاحقا ” بعد انتهاء حديث النائب الحباشنة الكركي /الوطني أيضا ؛ والذي أوقف بالمقاطعة والتطبيل والطلب من الحباشنة الحديث(بلغة سياسية ) من قبل النائب عطية كرئيس للجلسة وكلها ممارسات غير عفوية بحاجة لتحليل أعمق .
أخيرا و في ضوء ما سبق ؛هل ثمة علاقة توافقية/أم تنافرية ما بين رئيسيي السلطتين المهندس عاطف الطراونة ودولة فوزي الملقي ..؟؟ وهل ثمة نفور عالي المنسوب بين سيكولوجية وأراء ومناكفات أبناء ونواب محافظة الكرك والجنوب كجزء من الوطن؛وبتحديد أدق بعد أحداث الكرك الإرهابية وعدم تواصل الحكومة بعدها مع أسر الشهداء حتى أن محافظ الكرك لم يشارك في مهرجان تأبين شهداء الكرك والعقيد الركن سائد المعايطة قبل أيام في مركز الحسن الثقافي ؛ هي قراءة معمقة للواقع السياسي مثلما هي محاولة استشرافية لمستقبل هذه الحكومة إذا ما بقيت علاقاتها مع جزء من الوطن هو الجنوب قائمة على التأرجح لا سمح الله.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى