هل بقي على عينها قَشَّة؟ / سالم الفلاحات

هل بقي على عينها قَشَّة؟

لم يعد خافياً أنّ الملأ يأتمرون بك أيها الوطن، وأيها المواطنون..

لست متطيراً ولكني أعيش على الأرض وأرى الأشياء كما هي، لا كما أريد أو كما يريدون.

لا ترى تَسارع تدميرنا من خلال الثقوب، إنما تراه من خلال الباب واسعاً، إلاَّ إن كانت نظرية الإنكار هي السائدة (وصلت قاع البير وهي تقول وحياة حبّابي ما طيح).

مقالات ذات صلة

وهذا يرتب على كل وطني صادق ينتمي لهذا الوطن وهذه الامة أن يتحمل مسؤوليته الوطنية قبل فوات الأوان.

إن تدميراً ممنهجاً أراه رأى العين لدولتي التي فيها أعيش وعلى ترابها نشأت، وهي مسقط رأسي حتى لو ضاقت بأهلها..

ولا تعجل عليَّ أيها الواعظ الواثق الصامد المنتمي يا من سترميني بأقسى التهم، واتهامي بنظرية المؤامرة، سيما وانت أيوب الصبر، وموسى الحجر، واسكندر الأساطير، وزرقاء اليمامة في بعد النظر، وبتَّار علي أبي طالب، وحكمة أشجُّ عبدِ القيس .

إنهم يهدمون البرلمان، ومؤسسات أخرى..

فالضرب ممنوع في البيوت للأطفال طبعاً، وللمرأة والرجل أحياناً، وممنوع للطلبة في المدارس بتاتاً، وهو ممنوع من رجال الشرطة ويعرض المعتدي للمساءلة حسب القانون النافذ وممنوع للحيوانات بمختلف أنواعها ولو كانت مسعورة وإلا ستكون منظمات حقوق الحيوان بالمرصاد، لكن الضرب مسموح فقط في المجلس التشريعي الأعلى (مجلس الأمة).

المهم أن تدمر مؤسسة البرلمان، بهذا السلوك وبالقرارات النيابية التي تخالف المقدمات، والخطابات، وبتحكم بــ (الألو) عند الحاجة، وبكلام الليل النيابي الذي يمحوه النهار، بالتبعية للحكومة أو لبعض بعضها.

ترى من صاحب المصلحة في ذلك يا ترى؟

ولم يعد خافياً علينا ما يلي؛ يجري تفريغ مؤسسات الدولة من محتواها ومن قيمتها، ويجري صرفها عن مسؤولياتها ودورها من خلال الممارسات التالية:-

اقناع المواطن أنَّ مجلس النواب لا ضرورة له.
الحكومة ضعيفة وهي واحدة من عدة حكومات هي أضعفها، وهي تتبنى المهمات القذرة فقط مع بعض الفوائد، ولذلك تبدأ تعريتها فور تشكيلها.
القوانين تطبق على البعض وتتجاوز آخرين في انتقائية واضحة، ليبحث المواطن عن طريق آخر ليلتف على القضاء ودولة القانون وليفقد الثقة بهما.
المحافظة على هيبة الدولة أصبحت متواضعة وأحياناً تنتقل من تنفيذ القانون وهيبة الدولة إلى الاعتداء على الحريات لتشويه صورة الدولة فقط.
الجيش الذي هو سياج الوطن يراد له أن ينصرف عن رسالته وأن يبقى محتاجاً لعناصر القوة وان يقوم بمهام ليست من صلب رسالته الأصلية.

ويظهر أنَّ الهدف الرئيس هو تدمير الدولة وتدمير المجتمع بعد استنبات بذور فتن مجتمعية جديدة تضاف للمدفون منها، وتهيئة المناخات لظهورها في الوقت المطلوب والبيئة السياسية المنتظرة، ولا أدل من الممارسات التي نراها تطل بأعناقها بين فترة وأخرى حسب الطلب، ليس في الصالونات السياسية الخاصة وفي الملاعب فقط، إنما في ملعب مجلس النواب أيضاً وليس مرة واحدة إنما مراراً.

إنّ صفعة القرن المنتظرة من أجل أن تؤدي دورها المطلوب أمريكياً واسرائيلياً على بلادنا الأردن وفلسطين، وعلى حساب شعوبنا وقوتها وتماسكها لا بد لها من عوامل مساعدة وبيئات مناسبة يجري تحضيرها.

إنّ الغرائزية عندما تكون هي العقل المفكر والمدبر، والناطقة باسم الشعب والدولة نكون في خطر داهم، وعلى أهل الرأي والحكمة والوطنيين الصادقين تدارك الأمور قبل استفحالها وإلا فسيعض الجميع أيديهم لا اصابعهم ندماً، وسيبكون دماً لا دمعاً وسنخسر معاً لا قدّر الله.

وإن كان أعداؤنا أرادوا ذلك فهل نسهل لهم الطريق؟

وماذا يجب أن نريد ونفعل نحن؟

24/3/2019م

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى