الاليف هنا هو الهر وهذا ليس طعنا بلطف دولته. فاذا كان هره اليفا فلك ان تتصور لطف دولته. ولا يقنى (أي يربي) الاليف إلا اللطيف. اما بعد, من قصص الصف الرابع الابتدائي التي لا ينضب معينها قصة اقدمها بالتصرف لرجل نذر ان يبيع جَمَلَهُ الوحيد بدينارين اذا شُفي ابنه من مرضه العضال. ولكي يختبر الله صدقه فقد شَفى له الولدَ سريعا, فوقع الرجل في حيره. كيف يبع جمله وسبب رزقه بثمن بخس؟ وأمضى الليل يفكر بحل المعضلة وهو يداعب هره (او قطه) الأثير الذي كان يجلس في حضنه. نظر الرجل الى القط وقال “لو تدري شو السالفه يا هريي الحبيب, سأبيع الجمل ,صاحبك, غدا بدينارين.” قال القط , “شو هالحكي يا زلمه والله لو ما في حدا وراء الجمل غير اني ما بخليك تبيعه بدينارين. شو بده يخلصك من المره . غد اني ومرتك وولادك طالعين مظاهرة ضدك عالدوار الرابع. شو هالاستهتار بينا وبمصيرنا. يخرب بيتك شو قليل حيلة.” قال الرجل “يا قطي العزيز, أرجوك افهمني مش ناقصني مشاكل. المديونية فاقت التوقعات والحيتان بدهم يتبغددوا ومنين أجيب الهم ( أي لهم) وهظول (أي هؤلاء) تعودوا علمصروف العالي . أما وقد ذكرت الحيلة فهل لديك حيلةً في الأمر أيها الهر الذكي.” قال الهر( أي القط). ابشر بما يسرك فعندي حيلة تخرجك من الإحراج وتوفي بنذرك ولا تقع في إثم الحنث.” قال الرجل “هات ما عندك يا ابن الأكرمين.” قال القط (أي الهر).وشوشوشوشوش في أذن صاحبه لكي لا يسمع الجمل الفكرة فيغضب. صفق الرجل فرحا بالفكرة, وقال “أحسنت أيها القط ( الهر) الذكي.” وما ان لاح الصباح حتى قام الرجل الى الهر وربطه بالجمل الذي لم يكن يعلم بما حيك له بليل. فقد نام مبكرا تلك الليلة , إلا انه استغرب ربط القط معه. وقال في نفسه لعل صاحبي يريد ان يبيع القط بقرشين ويتخلص من مئونته . عندما وصلوا الى سوق المدينة بدأ الرجل يصيح:” الجمل بدينارين والهر بمائتين والبيع على الاثنين.” تجمع الناس حول الرجل وقالوا ” ما ارخص الجمل لولا الهر” ما علاقة كل ذلك بدولة رئيس الوزراء؟ واضحة . دولته عنده شيء واحد يظنه جملا الا وهو اسطوانة الغاز ولديه ألف هر وهر. سيبقي سعر جَمَلِه هذا بست دنانير ونصف ويرفع أسعار الهرر ( جمع هر) كلها. هر الكاز وهر البنزين وهر المواصلات وهر الكهرباء وهر الماء وسيستمر يهرهر, هر اثر هر . حتى هره الشخصي الأليف الذي أوحى له بالفكرة يريد ان يرفع سعره. لا بأس بخطة دولته, ولكن نحن لا نوافق دولته على رفع ثمن هره الشخصي. أولا لعدم قدرة دولة على الاستغناء عن هره الأليف, وثانيا وفاءً للهر أبي الأفكار, وثالثا : إذا تنكر دولته لهره الاليف ورفع سعره سيغضب الهر ولن يعود يفعل مفعوله باجتراح الحلول الإبداعية لمشاكل دولته . ورابعا وهذا هو المهم, هذا الهر قد يلزم الشعب في يوم من الأيام فيجده في متناول اليد, ويشعر الشعب بالفخر انه يشترك مع دولته والطبقة إياها ولو بهر واحد. ملاحظة:هناك جائزة لمن يحزر ما هو هر دولته.
