هكذا غضب هردبشت / يوسف غيشان

هكذا غضب هردبشت
أشياء قليلة التي تثير غيظي ، عدا السماجة وثقالة الدم والكذب والبخل ، لكن أكثرها إغاظة وأشدّها غضاضة ، هي تلك العبارة التي تفيد بأنّي إذا تم ّ طعني من الخلف ، فهذا يدلّ على أنني أسير في المقدمة، وفي الطريق الصحيح طبعا ً.
هذه العباراة خصّ نص ّ، من أخطر أنواع الدجل على الذات ، وعلى الآخرين ، لأنّها تمنح مستخدميها – سواء أكانوا أفراداً أم جماعات – إحساسا ً مزيفاً بالفخر والعلوّ والتقدم والرضا عن الذات .. لأنّه في المقدمة ، لذلك يتلقى الطعنات من الخلف .
لكن ، لماذا عليّ أن أعتبر المطعون من الخلف هو ضحية تقدمّه؟
– ألا يمكن أن يكون الرجل هارباً ، بكلّ جُبن ٍ ، من المواجهة ، فلم يجد الذي يلحقه بدّا ً من أن يطعنه من الخلف ؟؟
– ألا يمكن أن يكون هذا الكائن غبيّاً و ( أهبل ) ومسطولا ً، فترك مؤخّرته عارية ً وغير محميّة ؟
– ألا يمكن أن يكون الرجل أساء تقدير المكان الذي تجيء منه ضربة العدو، كما حصل معنا عام 1967؟
– ألا يمكن أن يكون الرجل يتراجع بفوضى فيدخل الرمح في قفاه ؟
هذه الإفتراضات وما يشابهها ، إذا واجه الإنسان نفسه بها ، فأنها تعمل كالتميمة ، أو كالفاسوخ الذي يلغي سحر هذه العبارة المزيّف الذي يرضينا على حساب الحقيقة والواقع ، فنقع في وهم الرضا ، فنوغل في الخطأ والخطل والكسل حتى ننقرض.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى