هفوة الزراعة ، غفوة رئيس الوزراء / عبد الفتاح طوقان

هفوة الزراعة ، غفوة رئيس الوزراء

اكبر ھفوات الحكومة الاردنیة الحالیة علي الاطلاق تتجسد في قطاع الزراعة حتي غطي الفقر بعبائتھ وادي الاردن ، و اصبح یئن ویعاني من تفاقم المشكلات، والحكومة لا حیاة لمن تنادي ، و الرئیس في حالة غفو عمیق عن الزراعة و لم یزر اي مزرعة او مجري مائي في الاردن و لم یصافح اي مزارع في الاغوار و لم یناقش اي استراتیجیة زراعیة للاعوام القادمة ، و لم یجد

خمس دقائق خلال حكومتھ للاستماع الي رأي خبراء المیاه و الزراعة .

واقصد أن وزارة الزراعة من المفترض انھا من اھم الوزارات في بلد مثل الأردن تضاریسھ تتألف من ثلاثة اقالیم ھي المنخفض الاخدودي لوادي الاردن ) اخدود وادي الاردن( ، و

مقالات ذات صلة

المرتفعات الجبلیة ، و ھضبة البادیة الصحراویة ، و التي تشرفت بالسیر فیھا شبرا شبرا اثناْء عملي في القوات المسلحة ، و التي اتحدي اي وزیر في الحكومة بمن فیھم رئیس الوزراء نفسھ

ان یكون ملما بجغرافیة الاردن او مشي علي رجلیھ وغطي المساحة كلھا او یعرف مدنھا و قراھا ، و تلك احد فوائد شرف الانتساب للقوات المسلحة التي نعتز بھا.

ولعل من اسباب الفقر و” رسوب وزارة الزراعة ” ، ھو غیاب التسویق المتمیز و ضیق الاسواق ، حیث لم تحاول حكومة الدكتور ھاني الملقي فتح اسواقا جدیدة في شرق اوروبا علي سبیل

المثال للمنتوجات الزراعیة الشتویة ، بل أن الحكومة لم تفعل او تضع استراتیجیة لكیفیة تطبیق منظومة الزراعة التعاقدیة لتسویق المتتوجات الزراعیة و التي تؤدي الي زیادة الدخل من العملات الخارجیة، وغابت قدرات الحكومة علي تحقیق ھامش ربح للمزارعین، ولم تأت بجدید حول تطبیق منظومة التأمین الصحى على المزارعین الاردنیین،و لم تھتم بزیادة الرقعة الزراعیة ، و لم تراع ملوحة الارض و نقص المیاه و الجفاف ، لذا ینتظر المواطن من الساده النواب ان یقدموا استجوابا للحكومة یتضمن مراجعة لكافة التشریعات التى تخدم قطاع الزراعة و التي ھي مھددة بسبب قرارات خاطئة احیانا و غیاب القرار من اصلھ في اغلب الاحیان ، و الاھم عن وضع وادي الاردن.

و السبب الثاني ھو أدارة الحكومة للعمالة المصریة بطریقة خاطئة و استجابة لشرط الاتحاد الاوروبي لتبسیط شروط المنشأ باضافة شرط ان یكون عشرون بالمائة من عمال المواد المصدرة لھم من السوریین. فرفعت الحكومة الاردنیة رسوم اذن العمل للمصریین لاكثر من الضعف و منعت استقدام المزید من العمالة المصریة و ھي الایدي المدربة و الخبیرة و الرئیسیة للزراعة في وادي الاردن.

و رغم ان رئیس الحكومة الاردنیة أكد لوزیر خارجیة مصر في لقائھما في شباط 2017 في عمان : ” ان جمھوریة مصر العربیة تشكل عمقا استراتیجیا لنا في الاردن، وان استقرار مصر من استقرار الاردن، لافتا الى حرص الحكومة وبتوجیھات من جلالة الملك على تعزیز العلاقات الاردنیة المصریة وصولا الى مرحلة التكامل بین البلدین الشقیقین وعلى مختلف الصعد ” انتھي الاقتباس من حدیث

الرئیس الملقي ، الا انھ بمجرد مغادرة وزیر الخارجیة المصري تم الاستغناء عن العمالة المصریة برفع اذن العمل و الذي اصاب بالضرر كلا من المزارع المصري و ووادي الاردن معا .

و نتسائل ھنا این ” مرحلة التكامل ” التي تحدث عنھا رئیس الوزراء ؟ و في اي مجال ؟ ، و این حدیث الفكر الاستراتیجي المشترك ؟.

أن كل ما اقدمت علیھ الحكومة ھو منح العمالة المصریة شھرین لتصویب أوضاعھا من جھة و رفعت علیھم الرسوم من الجھة الاخرى . این تذھب الوعود الخاصة بالتعاون في المجالات الاقتصادیة و الوزاریة سواء ھي في القاھرة او عمان ؟.

ھذا القرار الخاطيء بزیادة الرسوم ، رفع سعر المزارع المصري في الاغوار الي 30-35 دینار ، اي حوالي الف جنیھ مصري یومیا في الیوم و لا تجده. و بالتالي كما یقول المثل الشعبي العامي ” اكلت الزراعة ھوا “.

الزراعة یا دولة الرئیس تساھم مباشرة) باب المزرعة( بحوالي 3% من الناتج المحلي الاجمالي ، و لكن القطاعات المكملة و المعتمدة علي الزراعة ترفع مسوؤلیة الزراعة الي 28% من الناتج المحلي الاجمالي .

الوزارة ضعیفة منذ بدایة تشكیلھا و سبق الاشارة الي ذلك في اكثر من موقع ، و ھا ھي تحصد الفشل تلو الاخر ، و”ودن من طین و وودن من عجین” غیر عابئة بالنصیحة او الرأي الاخر و كأن الاردن ملكا خالصا لھا دون محاسبة ، و الزراعة لیست الوحیدة الراسبة في مجال التقییم ، بل غیرھا و سیأتي الدور لاحقا في النقد و النصح.

و الحل یكمن في اختیار وزراء جدد ذو قیادة و رؤیة ، لدیھم خبرات حقیقة لحل مشاكل الوطن ، و اذا ما انعكس الاختیار الجید علي وزیرالزراعةفيالحكومةالقادمةبعدرحیلتلك،فلابدمناختیاروزیًرالحقیبةالزراعةصاحبتجاربناجحةفىالإدارةوتاریخ في الزراعة ، ولھ رؤیة واضحة فى معالجة المشاكل والأزمات و لدیھ الرغبة الحقیقیة في التعاون مع دول العالم و منھا التعاون “المصري – الاردني” نحو استصلاح الاراضي الزراعیة و الزراعة و الانتاج الحیواني .

الزرًاعة نفسھا التي یتمیز بھا المصریون منذ زمن الفراعنة في مصر القدیمة كانت مقوماً أساسیا من مقومات الدولة وأرتبطت أرتباطاً وثیقا بنھر النیل ، و ھم اول من اخترع ادوات الزراعة والفصول الزراعیة و المحاصیل ، و لكن یبدو ان الحكومة الحالیة غیر قادرة علي ادارة الشوؤن الزراعیة و لا تري ان الزراعة في الادرن من مقومات الدولة .

مطلوب من یوقظ الرئیس من غفوتھ الزراعیة و غیرھا ، حتي تكون الوزارة خالیة من الھفوات و التي ستدمر مستقبل الاجیال . خمسة زراعة یاریس !!

.aftoukan@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى