هستيريا المعارضة، ووهن الإتهام / بلال العقايلة

هستيريا المعارضة ، ووهن الإتهام

حين يشتد عود الإنسان المعارض إن كان رجلا أو إمرأة، وتلتف حوله الجماهير، ويصبح شعلة أمل، في نفق الفساد المظلم، فعندها تبدأ سهام التجريح والاتهام، بشخصية هذا المعارض، تارة بالرعونة والهستيريا وأخرى بجنون العظمة، والهوس، وأحيانا تصل التهم حد الإساءة الشخصية في العرض والأخلاق…
لذلك فإن أول مشكلة وأول عقبة يواجهها المثقف في حياته، هي الأنظمة الحاكمة في الزمان والمكان، لأن ما يبلغه المثقف ويكتسبه من وعي ونضج يقودانه نحو آفاق بعيدة في التحليق والتفكير، مع نقد الواقع المعاش، فحينها يكتشف المثقف الواعي، بأن جل ما يحدث حوله من فعل الأنظمة هو خطأ واستمراء للكثير من المنغصات، …. مثلما يكتشف بأن الناس في وطنه بمختلف مكوناتهم ومواقعهم ووظائفهم وتوجهاتهم، هم أدوات لدى فئة لا تتجاوز أصابع اليد، توغل في استعبادهم، وتتفنن في قهرهم وتهميشهم والنصب عليهم، دون أن تتعب نفسها بالتفكير بهم وبأحوالهم ومشاعرهم، لكن هؤلاء الناس، غالبا ما يكونوا راضين عن ممارسات هذا النفر، إما قهرا أو سذاجة أو انتهازية كما نعايش هذا في أساليب الإسترضاء والإحتواء والأعطيات….فهذا هو واقع المثقف بما يحمل من ألم المعاناة في مناهضة دهاء السياسيين ونواياهم الخبيثة، بقهرهم للبشر في كثير من الاحيان …..ورغم هذا، فإن المواقف التي يظهرها عوام الناس ردا على هذا الاستعباد تتجلى في وصف المتنبي حينما قال: وأتعس أهل الكون في الأرض أمة …. تضام ومنها للذي ضامها جند.
وهنا أقول…. ربما أصبح من العيب التمادي في شتم اللصوص وفقا لحواضن الفساد……ذلك… بعد أن فازوا بالإبل ….كل الإبل ….. في وقت مازال فيه سواد الفقراء يلهثون خلف سراب العدالة، ووهم الإصلاح….الذي طالما سوقوه بشؤم خديعتهم، لكنهم اليوم، قدموه للأردنيين في عباءة لص أمين……. فلم يبق أحدا من الدخلاء والأنسباء والأقرباء، إلا وتخطّى رقاب الأردنيين وداس القيم والأعراف، وماذا بعد وماذا بعد؟
وهل يروق للأردنيين لذة الكفن؟

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى