هسبرا / نورس قطيش

” هسبرا ”

هو اسم البرنامج المخصص للدعاية الاسرائيلية وبثّ روايتها، وهي كلمة عبرية تعني (إيضاح)، والمستهدف الرئيسي في البرنامج هم الشعوب الغربية.

يمتلك هسبرا جيش الكتروني يحمي الرواية الإسرائيلية ويدافع عنها وتجدهم يظهرون في حسابك بمجرد أن تذكر كلمات مفتاحية كـ: اسرائيل،الصهيونية. يتكلمون العربية (باللهجات العامية)، ويرددون نفس الحجج، هذا لا يعني بعدم وجود متصهينين عرب، لكنه يعني بأن هذا المجهود المؤسسي يُبذل لتحقيق نتائج فعليّة.

وفي تقرير للجارديان البريطانية، قدرت عدد هذا الجيش بالآلاف ونقلت عن أحد ناشطيه قوله (وسائل التواصل الاجتماعي ليست إلا ميداناً جديداً للحرب).

مقالات ذات صلة

‏يُذكر بأنه قبل فترة انتقد مذيع الـCNN الشهير جيم كلانسي أحد مناقشيه بتويتر بأنه (هسبرا) فشنّوا عليه حملة إلكترونية حتى اضطر لتقديم استقالته.

‏بعد استقالته علّق احد الهسبريين قائلا: فريق هسبرا ٢ وجيم كلانسي صفر.

‏يجب على الناشطين في النقاشات السياسية بمواقع التواصل الإجتماعي أن يحذروا جيداً من تلك الجيوش الإلكترونية، فتلك الجيوش ليس سلاحها المدفع والرشاش بقدر ما ترتكز على سلاح أشدّ فتكاً بالشعوب وهو الفكر والثقافة باستخدام الأخبار والحجج والأساطير المزعومة، فالحصانة الفكريّة هنا خير علاج ووقاية.

‏عادةً الجيوش الإلكترونية تتصف بالغباء وتنكشف بسهولة، لكن ما يجعل هسبرا ناجح نسبياً إنه يتغذى على العنصرية العربية-العربية، وهذا ما يضمن حماية كيانهم المزعوم بالانقسام العربي.

فمثلاً تجد مغرّد لبناني ينتقد إسرائيل، فيردّ عليه هسبرا بلهجة خليجية، فيفرح هذا اللبناني لأنه أخيراً وجد دليلاً على عمالة الخليجيين فيقع في الفخ.

‏هناك من يشكك بوجود (هسبرا)، إلا أن الإسرائيليين أنفسهم لم يخفو حقيقة الموضوع.

هذا موقع لبرنامج زمالة أكاديمي (اسمه زمالة هسبرا)

‏⁦hasbarafellowships.org⁩

‏مهمّة هذه الزمالة هو دعم النشاط الطلابي الموالي لإسرائيل في جامعات أمريكا وتنظيم زيارات لإسرائيل من أجل تعليم الطلبة كيف يدافعون عن إسرائيل.

هسبرا كانت تهتم بإقناع المجتمعات الغربية، وهذا مفهوم نظراً لكون الدول الغربية ديمقراطية، فإقناع الجمهور مفيد في التأثير على الناخبين.

‏وهذا كتيّب صغير من موقع (نؤمن بإسرائيل) يعلّم الأشخاص كيفية إقناع الآخرين بالرواية الصهيونية

‏⁦webelieveinisrael.org.uk/wp-content/upl

‏كشف تقرير من صحيفة هآرتز عن استجواب الكينيست الإسرائيلي لنتنياهو حول تهديد حركة المقاطعة الفلسطينية وفشل هسبرا في مواجهتها. وفي عام ٢٠١٠م أعلن مكتب رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو تعيين أوفير جندلمان كمتحدث رسمي للبروباجندا الموجهّة للأوساط العربية، وفي نصّ بيان تعيين أوفير جندلمان جاء الآتي (هذا منصب فريد وهامّ للتعاطي مع التطورات الإعلامية الأخيرة في العالم العربي).

عُيّن أوفير جندلمان بعد ٤ شهور من تقرير نشره مراقب دولة إسرائيل حول فشل هسبرا العربية بشكل ذريع وعن الحاجة لتطوير سياسة خاصة موجهّة للعرب. فمنذ حرب تموز ٢٠٠٦م والتقارير السنوية لمراقب دولة إسرائيل تدعو للحاجة إلى تقوية وتنشيط هسبرا العربي، وفي عام ٢٠٠٧م تمّ تأسيس مكتب رئيسي لهسبرا.

مما ذُكر في تقرير مراقب دولة إسرائيل عام ٢٠١٠م: اقتراح المراقب لتقسيم الجمهور العربي المستهدف إلى ٤ أقسام:

١- قطاع غزة والضفة.

٢-دول الطوق العربية.

‏٣- الدول العربية البعيدة.

٤- عرب ٤٨.

وأنه يجب توفير أجوبة ورسالة مقنعة لهذه الجماهير للتقبّل والتعاطف مع إسرائيل وسياساتها.

‏في السنوات الأخيرة، قامت إسرائيل (مثل غيرها من الحكومات) بتأسيس هسبرا إلكتروني في وسائل التواصل الاجتماعي للدفاع وتوصيل رسالة إسرائيل.

الأخبار عن هذا الجيش الإلكتروني كثيرة، مثلاً في لقاء مع عضو الكنيست ليبمان دافع عن مثل هذا الجيش بحاجة إسرائيل للدفاع عن وجودها القانوني.

‏الآن، ما هو سلاح هذا الحرب؟

سلاحه الأكبر هو تجهيل الناس، حيث أغلب الناس معلوماتهم عن قضية فلسطين بدائية وبسيطة وسخيفة، فهؤلاء هم الفريسة الأسهل لهسبرا.

‏ثاني أخطر سلاح لهسبرا هو استغلال المشاكل الحقيقية في المجتمعات العربية لتمرير الصهيونية داخلها، وتالياً مثالين على ذلك:

‏الأول هو البطالة (بأيّ دولة عربية سواء)، واستغلال ذلك بإرجاع السبب إلى جنسيات عربية أخرى ومحددة تحتكر شركات خاصة وتمارس ضغوطاتها عن طريق لوبيات فئوية وما إلى ذلك، فهذا التشوّه في تعليل البطالة يولّد عداوات بين الجنسيات العربيّة لتتجه نحو مسار العنصريّة والوطنيّة الضيّقة.

بدورها هسبرا تستغل حالة التشوّه لتضيف لها بعداً سياسياً تتناسب مع الشيفونية التي دخلنا بها، ليتمّ نقلنا تدريجاً نحو فصل الأرض عن الإنسان.

‏المثال الثاني: انتهاك أنظمة الدول العربية لحقوق الانسان والإجرام بشعوبها، وبطبيعة الحال هنا سيتسارع كلّ من يمتلك حسّ العدالة والمساواة ويسعى لتحقيقها بالرفض والإستنكار، لكن تركيز الشخص هنا على الحقوق الفردية والفئوية يجعله فريسة للدعاية الصهيونية التي تقول أمثلة كالآتي: (بشار الأسد قتل من العرب أكثر مما قتلت إسرائيل من العرب) أو ‏(وضع المرأة / حق التعبير بإسرائيل أفضل بكثير من الدول العربية) ووجهاً آخر للمثال هو الحقوق العماليّة ومقارنة أجور العمّال وحقوقهم بين دول الطوق العربية وإسرائيل.

الشخص الحريص على حقوق الإنسان سيجد هذا الكلام مقنعاً للغاية لأنه سيرى العدو الصهيوني الأفضل والأجمل بالمقارنة الباطلة مع الدول العربية، والوجه الآخر للمثال عن وضع العمّال الذي يدعم حالة التشوّه في المثال الأول دفعت الكثير من العرب للسفر إلى إسرائيل والعمل هناك وبالتالي تمكين التطبيع بدلاً من إبطاله.

‏الإحتلال كالإستبداد ممكن أن يكون دموياً وممكن يكون لطيفاً، لكن هذا لا يغير حقيقته بسلب ما تملكه الشعوب وانتهاك كرامتهم وانتزاع حقّهم في تقرير المصير.

‏الفصل بين الأرض والإنسان هو أكبر بوابة للتصهيّن وتشريع التطبيع، وعلى سبيل الذكر هنا ما يتمّ ذكره بـ (إن فلسطين أرض مقدسة لكن الفلسطينيون شعب … )، فقضية فلسطين هي في النهاية قضية شعب تم طرده واحتلال أرضه، هي قضية شعب لاجئ مع مشرّد غاصب.

“نورس قطيش” بتصرّف عن “سلطان العامر”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى