هرايس بقرفة / سفيان الضو كساسبة

هرايس بقرفه
قيل أن جبري بدأ عمله بعربة هريسة على بوابة مدرسة ،بدأ بائعاً متجولاً في ضواحي عمّان، يجهزّ صينية الهريسة ليلاً وينطلق في الصباح ليبيعها واضعًا كل التحديات تحت عجلة عربتهِ المتهاكله،حتّى تطوّرت هذه التجارة شيئًا فشيء فصار “جبري” إسمًا تجاريًا معروفًا، وماركة لا ينافسه فيها أحد.
تذكرت اليوم جانبًا مشرقًا في طفولتي، إذ كنتُ بائعًا متجولًا أمشّط الأحياء وأنا أبيع الحلوى
(هريسة، كريزة، مهلبية )وأحياناً يتعدى الأمر كل الحلوى وأبيع البالونات على شكل سحبةِ حظّ وأنا أصرخ في ألاحياء وبين البيوت المتهالكة وفي الأزقة الحزينة ” إربح بالون كبير ،إركب عليه وطير” .
فشلت كل مشروعاتي الصبيانية ولم يتعدى الأمر أنّي كنت أعود بصينيتي للبيت وآكلها وأنام، متأملًا بغدٍ مشرقٍ لكن دون جدوى.
كدت أن أصير “جبريًا” للكساسبة لكن ربما لأني لا أملك حسّاً وعقلًا تجاريًا فشلت، إذ لم أكن أحتمل “الخاوات” التي يحاول صبيان الأحياء الأخرى فرضها عليّ؛ فأصرخ:”هرايس بقرفه، …. هيك خلفه” وتبدأ مشاجرة قد يشترك فيها كل أبناء الحارة.
لم أكن امتلك قدرة سياسيّة ودبلوماسيةً لإحتواء الموقف .
حكوماتنا المتعاقبة فشلت في كل مشروعاتها السابقة كما فشلت أنا تماماً وفشِلت في إدارة البلاد على مرّ السنين لأنّها لا تملك حسّاً سياسياً ولا عقلًا مالياً ولا فنّاً دبلوماسياً .
وزير ليوم واحد يتقاضى راتباً تقاعديًا مدى الحياة مقداره 1250 دينار.
وأنا سأعود وأبيع الحلوى
“وهرايس بقرفه، …. هيك خلفه “

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى