موديل السنة / محمد العيسى

موديل السنة
أحمد : ” يما شو طابخة ؟ ”
أم احمد : ” طبخة أولة مبارح يما ”
احمد : ” ييييي بدناش نخلص من هالسالفة عاااد!!!”
هذا الحوار الذي يدور دائما ما بين أحمد وأمه ليس فقط على الطعام وإنما على اللباس وقيمة المصروف ونوع اللعب ونوع التجليد للكتب المدرسية وعدد “الطلعات” في الشهر وحدث ولا حرج ، كان أحمد دائم التذمر من أوضاع عائلته الإقتصادية فلا شيء جديد في هذه العائلة حتى المشاكل ” هي هي “.
كان دائما يقول ” بكرا بيجي اليوم الي رح احقق كل الي بدي ياه” ، كان دائما يقارن نفسه مع الاخرين ، يسأل نفسه لماذا لا أملك هاتف مثل هاتف صديقي ، لماذا لا البس مثل فلان ، لماذا لا املك سيارة مثل “علنتان” ، والذي زاد الأمر سوء هو دخوله للجامعة ورؤيته الطبقة المخملية والتي كان يصفها دائما ب ” المقرشة ” أو ” عظامهم ذهب ” ، فحاول الكثير التقرب منهم ولكن كان دائما وضعه المادي يمنعه من أن يواكب حتى بنطال ” موديل السنة ” لأحدهم.
تربت لدى أحمد عقدة ” موديل السنة ” فكل من كان حوله كان يسبقه بسنوات سواء كان باللباس او الهواتف او وسائل التنقل او المصروف ، حتى عندما أراد ان يحب فتاة لم تكن ” موديل السنة ” ، كان أحمد متحدث وقارئ جيد ومهتم بالأحداث السياسية وهذا ما دفع أحد أصدقائه في الجامعة الى دعوته الى المشاركة في انتخابات مجلس الطلبة على ان يقوم هو بدعمه ماديا للخوض بهذه التجربة التي وصفها احمد بأنها الوسيلة التي ستفتح له مجال العلاقات والمعارف وستتيح له الانسلاخ عن واقعه الى واقع اجمل وأكثر تقدما.
خاض أحمد الانتخابات وفاز وصار رئيس مجلس الطلبة فتهافتت عليه المباركات والعلاقات وحتى الفتيات ، وتخرج أحمد من جامعته وحصل على بعثة الى الخارج لاكمال دراسته ومن هنا بدأت حياة أحمد الجديدة التي وعد نفسه فيها قائلا ” والله ما أعمل شي بحياتي الا جديد وكلشي جديد وموديل السنة حتى اللبسة حلبسها وأكبها ” سافر احمد وأكمل دراسته ومن ثم عاد وحصل على منصب حكومي رفيع المستوى وتم صرف سيارة وهاتف ومنزل ومكتب وجميع ما يحتاج او حتى لا يحتاج في منصبه الجديد ، كان كل ما تم صرفه لأحمد ” موديل السنة ” تخلى عن حياته القديمة وعن أصدقائه وعن أي شيء يعيده الى هناك .
وفي إحدى الاجتماعات التي كان يرئسها احمد عرض عليه قائمة بمطالب المواطنين المسؤولين منه ، وكانت كالتالي :
” تجديد المدارس الحكومية ، تزفيت الشوارع ، تجديد البنية التحتية ، تحديث اجهزة المستشفيات ، زيادة الدعم للدواء والغذاء” وعدة مطالب أخرى ، فما كان رد أحمد إلا : ” وعلى شو كل هالمطالب طول عمرنا منتعلم بنفس المدارس ومنتعالج بنفس المستشفيات ومنتغذى نفس الغذاء ، يا حبيبي هظول بدهم كلشي موديل السنة والله دلع!!! ” ، القرار : رفض..
Mohammed Kh Alissa

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى