هؤلاء هم نخبة العرب والمسلمين ! / د. محمد يوسف المومني

هؤلاء هم نخبة العرب والمسلمين !!!

لو أدرك الناس لغة المنطق ما وصلنا إلى ما نحن فيه، المخلصون الى الاردن والمنتمين يتهمون بالباطل (والفاسدون الناهبون) لقوت الشعب الاردني على مدى السنيين عياناً جهارا نهارا يأخذون الأوسمة والجوائز من دم الاردنيين, يا للعجب!.. أفقرونا ونهبونا ولا قدر الله عند حدوث أي مكروه يهربون ويتركوننا، والأمثلة حية أمام الجميع من الشعب، (تهرب) المليارات خارج الاردن ويتستر البعض من المتنفذيين حتى لا يتهموا بأنهم (متواطؤون) مع هؤلاء، ثم من ينتقد هذه الأفعال يتهم بالعمالة، من يدافع عنهم دون مقابل يصبح متهم ومن ينهبهم يحترم؟
الأغرب من كل هذا الكلام أن دول العروبة والاسلام هي أكثر الدول التي تنتهك حقوق الإنسان بما تعنيه هذه الكلمة من ظلم واستبداد، بعكس ما نصت عليه رسالة الإسلام، فباعتقادي(أن) أكثر الناس الذين أساءوا إلى العروبة والإسلام (هم) من يسمون انفسهم نخبة العرب والمسلمون أنفسهم، ونتج عن ذلك أن العالم المتحضر عما قريب سوف يقومون بالبناء على سطح القمر والمريخ وما زال العرب والمسلمون يستبدون في بعضهم البعض، وأن آفة (الإستبداد) هي الأخطر على أي دولة , بمعنى كيف (يتقدم) أي بلد من هذه الدول ويحجر على فكر الناس وكيف تتقدم هذه الدول وثرواتها في أيدي أشخاص، فهل ننتظر الإصلاح في الاردن أو غير الاردن من الدول العربية أو الإسلامية، ويوجد أفراد( لم تأبى أن لم يأبوا إلا أن) يأكلوا مبادئ الأديان، هل (يجب) عليهم أن يأكلوا أموال الشعوب؟!.. فحلم الإصلاح في هذه الدول صعب المنال، إلا في حالة واحدة، -عندما- يرسل الله لكل فرد من أبناء هذه البلاد (رسولاً)، حينئذ سوف يعلمون أنهم وضعوا رسالة الإسلام ورسول الإسلام في تابوت، ثم ألا يعد ذلك عار على العروبيين المسلمين أن يأتيهم الإصلاح من الخارج؟!.. على سبيل المثال (إن) أمريكا تسعى إلى إصلاح بعض الدول سواء كان ذلك في الشرق أو الغرب ليس من أجل هذه الدول ولكن من أجل المصالح الأمريكية وهذا ما تحدث عنه الرئيس الامريكي سيء السمعة والاخلاق ترامب منذ توليه الحكم وفي خطاباته إلى العالم أي المصالح المتبادلة و (الإحترام) بين الدول التي لا تريد الإصلاح من الداخل أو الخارج، هذا شيء داخلي وتفضل هذه الدول أن (تبقى) تعيش بالفساد و (الإستبداد) وحتى يستمروا بذلك لا بد أن يتهموا دعاة الإصلاح بالخيانة والعمالة، أتمنى من الله وهو قادر على كل شيء أن تنفذ ثروات هذه الدول لنرى كيف سيعيش (الفاسدون و المستبدون ).
وقد يعترض البعض على أنني أدعوا الله أن تنفذ ثروات هذه البلاد ولكن أذكر كل من يعترض أن موسى عليه السلام قد دعا ربه أن يهلك فرعون وقومه حين استبد الناس بغير الحق فأهلكهم الله بأموالهم وسلطانهم ونحن لسنا أنبياء ولا نملك غير أن (ندعوا) على الفاسدين والمستبدين أن يهلكهم الله وهو قادر على أن ينجي المخلصين والمنتمين .
هل يمكن للسياسي أن يعيش بدون أزمة؟ وهنا اطرح سؤال:
الجواب اكيد لا … لان المحارب يعرف جيداً أن نهاية الحرب تصيب أوسمته بالصدأ وتجعل ذكرياته بلا معنى وتحيله على التقاعد، يعرف السياسي جيداً أن أهم ما يجب عليه إتقانه هو فن صناعة الأزمة، على الأقل السياسي الشرقي، لذلك تجدنا نعيش داخل ضوضاء لا معنى لها.. ينطلق تصريح من هنا، فتنهال على أثره مجموعة هائلة من التصريحات من هناك، ونحن في (المنطقة الحرام) لا نعرف كيف نقي أجسادنا من رصاص وشظايا وحرائق هذا (الزعيق) المتبادل.
فنضطر ان نطرح سؤال اخر: هل يعيش السياسي داخل الأزمة؟
أيضاً الجواب لا … لأنه يصنعها فقط ليوقعنا بفخها، يطلق تصريحه عالي التردد ثم يذهب بعد ذلك لسريره الدافئ وينام هانئا مطمئناً، وربما يهاتف من جهته الـ(هنا) بعض أطراف الجهة الـ(هناك) ليعتذر لهم تشنجه ويشرح لهم كيف أنه كان محرجاً أمام زبانيته مما اضطره للصراخ.. الأمر أشبه بالمسرحية، ولكل ممثل فيها دور محدَّد وحوار مكتوب سلفا .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى