نِكايةً فينا!.

[review]

(هاه! نِكايةً فيكُم يا أولاد الحرام. مؤرِّخون. ورَّاقون. منجِّمون. سماسِرة. مستعاشون داخل القصور وخارجها.

طحَّانون، شعراء، غاوون، سحرة، مؤمنون، وفاجرون … نكايةً فيكم جميعاً، ها نحنُ نتخطى جحيم الليلة السابعة بعد الألف، بدون خسارات كبيرة.

نكايةً فيكم يا أولاد الحرام…الليلة السابعة بعد الألف أبادتكم قبل أن تبيدنا).

مقالات ذات صلة

المخطوطة الشرقية واسيني الأعرج ص 15.

***

حكايةُ ذاك الفيلم تُلخِّصُ المأساة!.

فيلم( الحدود) لمحمد الماغوط ودريد لحّام، في المقطع الأخير منه، تَتَّفق جميعُ الأطرافِ في مهرجانها الحاشِد على أنَّ قضيةَ عبد الودود قضيةٌ مفصليّةٌ، تتكاثر اللاءاتُ والخطاباتُ الحماسيةُ معلنةً أنَّهم لن يعبروا الحدودَ دون عبد الودود. لكن المهرجان ينتهي- كما تنتهي جميع مهرجاناتنا- ويبقى عبد الودود مكانه …

حِكاية ذاكَ الفيلم تُلخِّصُ المأساةَ

ها، قَد خرجنا بثيابنا ، ونسائنا وأطفالنا وأصابعنا المرفوعةِ وقصائدِنا ومراثينا وأناشيدِنا الحماسيّةِ وطبولِنا وأبواقِنا ونكساتِنا ونكباتِنا وكبواتِنا وكذباتِنا ودمُوعِنا وأصواتِنا المخنوقة..

وها قد عُدنا،

كما نعودُ في كلِّ ذكرى وأميرةُ الحزنِ( فلسطين) ما زالت ndash; كما في كلِّ مرّة- تفردُ للإشتياقِ طاولةَ البُكاء، تسرجُ مصابيحَ الوحشةِ وكلبُها باسطٌ ذراعيهِ بالوصيدْ!.

ها قَد عُدنا، وها ما زالت تنتظرُ. أيّوبَ وهيَ.

ثلاثة وستّونَ وقليلٌ مِنَ الألم .

ثلاثة وستّونَ وكثيرٌ من الشِعر، وأميرةُ الضوء ( فلسطين) بِلا شَعرٍ أسودَ ولا جدائِلَ، تلتّفُ بِعباءةِ الصمتِ وتراقصُ نايَ عتمتهِ .. في كهفٍ تخفقُ الريح فيه على إيقاعِ قصائدِنا العارية !.

ها قَد عُدنا- كَما نعودُ في كلِّ مرّة ndash; تَماماً ، كَما نعودُ مِن مؤتمراتِ القضيّةِ، بِلا شهداءَ ولا مآتِم ولا دِماءَ ولا قضيّة!، وزيتونةُ الأمومةِ ( فلسطين) تذرفُ الزيتَ، تسبِّلُ عيونَ الموتِ وتحنِّي كفوفَ القضيّة!.

*****

ها قّد عُدنا، وأميرةُ اللغةِ (فلسطين) تأمرنا نكايةً فينا – نحنُ الذين لا تصّحُ قواعدُ اللغةِ عليهم -أن نغيِّر صفتها مِن مجردِ وطنٍ وصلاةٍ إلى فخامةِ ..كرسي !!.

كرسي نفتديهِ بِدمائِنا مِن المُحيطِ إلى الخَليج . نقبِّلُ قوائمهُ السفليّة ونلقِي بأطفالنا المندسّين تحتهُ! ، نُدرِّبُ جيوشنا الجرّارة على تلميعهِ ليزداد بريقاً ، نشتري العتاد والعباد إن استطعنا أو لم نستطع كسوةً لَهُ وتزييناً. نجنّد أبواق إعلامنا لترتيله أناشيد طهارة وعبادة.

نكايةً فيكم وفيَّ وفي محاولةٍ جديدة لكتابة التاريخ، سأسمِّي فلسطين، تلكَ التي كانت تُسَّمى فلسطين، سأسميِّها منذ اليوم كرسيّ السلطة !.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى