نوبل لناديا الازيدية / ا.د حسين محادين

نوبل لناديا الازيدية إذ تُعري الاقصاء والتحرش الجنسي

# مُنحت اليوم في احتفال أممي حزين جائزة نوبل للسلام الى السيدة ناديا مراد وهي إمرأة ايزيدية من سكان منطقة سنجار في كردستان العراق؛ كيف لا؟ وهي التي تجرأت فكرا واجراءات -وبإقرار اعضاء لجنة منح الجائزة- متفردة دون غيرها وعلى مدار اربعة سنوات من العمل الشاق لعرض وتقديم مرارة تجربتها الدامية نيابة عن غيرها من نساء الارض في فضح ما يتعرضن له من تحرش واغتصاب؛ وذلك لكسب تأييد العالم لقضتهن النسوية والقومية المُدمرة والمُهجرة للآن تقريبا؛ عبر عملها التوعوي كصاحبة تجربة واخزة بالضد من الفكر الواحدي والأقصائي لداعش وشبيهاتها التي اعتدت ايضا على الكثيرات من بنات جنسها وقوميتها تحديدا؛ كونهن من ديانة اخرى ؛او انهن من المكونات الضعيفة في المجتمع العراقي.
# لقد مثلت هذه السيدة الانموذج النوعي الابرز من بين نساء العالم؛ باصرارها ونتيجة لجولاتها العالمية نيابة عن انسانية المرأة الانسان عموما؛ في رفض كل الافكار الواحدية بتعدد مسمياتها والوانها المحلية او المتسترة بالمعتقدات الجاهلة والتي تتبنى ممارسة الاشكال المختلفة من العدوان على النساء على اساس النوع الاجتماعي تحديدا ؛ممثلا هنا في الاغتصاب للاناث وحتى الطفلات منهن ؛لا بل بالضد من قيام داعش في سبي وبيع وتهجير الازيديات وفضحها كمثال؛هذه الممارسات وغيرها التي جرت وتجري الان في العديد من الاقطار التي تعاني من ويلات الحرب المشتعلة فيها حاليا؛ وعلى مرأى من هذا العالم”المتحضر” في القرن الواحد والعشرين؛ الى حد ان ثلاثة الآف يزيدية مازلن مختطفات ومجهولات مكان الاقامة للآن؛ كما قالت ناديا اثناء إلقائها لكلمتهما التي بُثت مباشرة من خلال فضائيات العالم ومترجمة الى معظم لغاته اثناء استلامها للجائزة الرفيعة التي تُمنح
ولأول امرأة في العالم سعت لتعميم وكسب التاييد لفكرة ان الاعتداءات الجنسية على النساء والتهجير للمكونات المختلفة عن الاغلبية في اي مجتمع ، مؤكدة على ضرورة ان تُصنف هذه السلوكيات اللاخلاقية أمميا وكقضية انسانية؛ على انها واحدة من جرائم الحرب الواجب معاقبة مرتكبيها عبر القانون والمحاكم الدولية #لقدت نجحت ناديا مراد بهذا العالم الغافي الذي صحّته سيدة من العراق باصرارها وايمانها الواعي بقضية النساء كجزء من الامن الانساني ولكل البشر من الجنسين.

اخيرا اقول كتابع منحاز لانسانية المرأة بأن هذا اليوم فارق فارق وايجابي فعلا؛أذ تقدمت الانسانية نحو انسانيتها الحقة عبر قرارين دوليين هما سبعمل بمضمونها عالميا هما:-
ا- منح جائزة نوبل للمناهضين للتحرش الجنسي بكل اشكالة مضافا لذلك اعتبارة من جرائم الحرب في الوجدان العالمي.
ب- اقرار ميثاق مراكش/الامم المتحدة للمهجرّيِن في ضرورة تفهم ومساعدة كل دول العالم الى كل المهجرين وتحسين ظروف حياتهم بسبب الحروب خصوصا النساء والاطفال بغض النظر عن جنسياتهم واديانهم لانهم بشر.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى