نكبة 2018 / منتهى فؤاد السفاريني

نكبة 2018
ترددتُ كثيراً قبل أن أكتب .. قبل أن أشجب .. يقيناً مني أن الدموع ولا النحيب ولا بضع حروفٍ إلكترونية ساذجة ستُعيد حقّ بلادي المسلوب أو ترثي دماء وطني المكلوم .. إلا أن حجم الحدث غدا أكبر من أن تصمت عنه الحناجر.. لن أقول بعد اليوم أفيقوا ولا انهضوا فكلها جعجعات واهية لن توقف شلال الدم ولن تعيد الحق لأصحابه فلا أنا ولا أنتم نملك القدرة على تغيير الواقع قيد أنملة إلا إن تغيرت بوصلة (صُنّاع القرار) .. أصحاب النفوذ والمناصب .. الذين لا ينفكون يقدّمون على موائدهم أطباقاً شهية من الحلول السياسية السلمية المفبركة الموصى بها من أمريكا رأس الأفعى وأكررها وبأعلى صوووت (((رأس الأفعى )))) فالموقف والدور الأمريكي ماهو إلا امتداد لوجودهم التاريخي المتأصل في المنطقة والذي تسعى أمريكا لإثباته بين الحين والآخرمن خلال قرارات دنيئة وضيعة مُستفِزة تهدف من خلالها إثارة حالة من الفوضى العارمة مقصدها تصفية القضية الفلسطينية يليها بعد ذلك خطة تفكيك دول المنطقة وإعادة تشكيلها من جديد بما يخدم مصالحها لعشرات السنوات القادمة وبما يُسهم في نفس الوقت بدعم استراتيجية أمن إسرائيل وتوفير الحماية لها .
وها نحن ما زلنا غافلين نغمض الضمائر قبل الأعين عن هذه الصورة الواضحة الملامح ونمارس ذات الدور في ذات (السيناريو) منذ سبعين عاماً، حيث لا يتعدى كونه دور (كومبارس) يستثمره الغرب وأمريكا لخلط الأوراق وخلق واقع عربي يدعم نفوذ الكيان الصهيوني.
أقول وبكل ما أوتيت من قوة وعزم أن لن يُقطع (( رأس الأفعى )) بقرارٍ مزيفٍ من مجلس الأمن الدولي ، ولن يتوقف سيل القرارات الأمريكي الإسرائيلي بتدخلاتٍ هشةٍ من منظمة الأمم المتحدة ، ولن تعود القدس عاصمةً لفلسطين من خلال مسرحياتِ سحبِ وطردِ سفراء الدول ، ولن يتوقف شلال الدم على حدود غزة بمعوناتٍ مزعومةٍ من منظمات حقوق الإنسان .
الوضع الراهن لا يحتمل المزيد من النكبات !!!!!!!!!!!!
الوضع الراهن يحتاج فقط …… نعم (( فقط )) إلى قرارٍعسكري حقيقي فعلي آني وحازم من ذوي السلطة وأصحاب القرارالقادرين على توجيه جيوشهم وحشد شعوبهم لثورةٍ عسكريةٍ مسلّحة تتوحد فيها الصفوف لاسترجاع الأرض وسيادة الوطن وإعادة الحق لأصحابه .. فما سُلِبَ بالبندقية لا يُستعاد إلا بالبندقية .
سأكتب وأظل أكتب .. حتى أمسح دمعةً سقطت وأُنطِقَ كلمةً صمتت وأرويَ حبراً جفّ .

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. “الوضع الراهن يحتاج فقط …… نعم (( فقط )) إلى قرارٍعسكري حقيقي فعلي آني وحازم من ذوي السلطة وأصحاب القرار”

    بل نحتاج لنعرف بداية الطريق المؤدي للنصر , وهو معرفة ذواتنا فقط ..! فقط !
    فأغلبنا لا يملك ذاته التي بداخله

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى