بغداد الحلم

[review]
بغداد الحلم…

-quot;مساء عمان أسطوريquot; يهمس بقربها سعيدا

فتضيف: quot;عمان بتجننquot;

-quot;تشبهكquot;..فتبتسم مقتربة منه

مقالات ذات صلة

-quot;أنظر إليها جيدا…بل تشبه لوحة تاريخية خطها أحدهم في لحظة جنون شهيquot;

يضحك بعمق:quot;يا إلهي…اللوحات تسيطر على عقلك,لا تستطيعين الكلام بدونها…حتى عندما أحدثك عن عمان وهي الأقرب لقلبك تدخل اللوحات تفاصيلهاquot;

تضحك بعذوبة وتهمس:quot; لا أستطيع الاستغناء عنها…اللوحات وعمان وأنتquot;quot;

ينظر في عينيها طويلا ثم يعاود النظر في الأضواء المتراصة بود…

تقترب منه وتمسك بيده…تتساءل:quot;هل كانت بغداد بهذا الجمال؟quot;

تسري في جسمه قشعريرة مفاجأة…يبتلع غصة سكنت قلبه ويجيب متسائلا:quot;بغداد؟!quot;

فتباغته:quot; نعم بغداد لا تنكر بأنها مازالت تسكنك…لوحاتك تشي بدواخلك,لا تخلو أي منها من نخلة هنا أو هناكquot;

يبتسم ويحتضن يدها بين يديه:quot;بغداد…ليس كمثلها مدينة لا في الدنيا ولا في الجنة…نعم ما زالت تسكنني بل هي لم تبارحني أبدا…تحملني الأحلام كل ليلة لأقبلها نخلة نخلة…أعشق نخيلها ذاك…أحس به رائحة العروبةquot;

تنظر إلى يديه وكأنهما يعتصران ألما ما فتحاول تغيير الموضوع

-quot;قل لي ماذا سنسمي معرضنا القادم,لم يبق سوى أيام قليلة على الافتتاح ونحن لم نجد اسما بعدquot;

يلتفت وكأنه تذكر شيئا :quot;صحيح…لقد نسيت ذلك …فكرت كثيرا ولكن لم أجد اسما مناسباquot;

-quot;ما رأيك بأن نسأل بعض الأصدقاء ربما أفادوناquot;؟

يسحبها قليلا نحوه فتندس بحضنه …يمسح شعرها هامسا:quot;لا تقلقي عزيزتي…سوف نجد حلا عما قريب,وسيكون كل شيء على ما يرامquot;

تمسح بيدها زجاج سيارة الأجرة…الشوارع خالية تقريبا فالوقت قد تأخر كثيرا… لم تشعر به فقد اعتادت قضاء ساعات معه فوق تلك التلة كل ليلة

هي تعرفه منذ سنوات عندما أجبرته الحرب على مغادرة العراق فوجد في عمان ملاذا…

تحبه جدا وتغار من بغداد وهي تطل من عينيه كل مساء…

ينتفض قلبها فجأة ولا تدري لماذا…فتطرد أفكارا تداهمها أحيانا

تعاود التفكير بمعرضها القادم…يجب أن تختار اسما مناسبا فهو أول معرض لهما معا…

تنهض من فراشها متأخرة بعد أن عانت صراعا طويلا وشاقا مع النوم ليلة أمس…تبتسم بلهفة وفرح فقد وجدت أخيرا اسما مناسبا

تتناول الهاتف لتخبره…سيكون سعيدا بهذا الاسم,هي تدرك ذلك ولكن تفضل الذهاب إليه بنفسها لترى ردة فعله

ها قد وصلت…تتطرق الباب عدة مرات متتالية…

يا إلهي أما زال نائما؟؟!!

تفتش حقيبتها باحثة عن نسخة من المفتاح

تدخل الغرفة…وتبحث عنه في أرجاءها…تنادي عليه

تلتفت…وكأن الغرفة فارغة إلا من بعض لوحات للمعرض الجديد,وورقة وضعت بعناية فوق الطاولة…تناولت الورقة وفتحتها…ترتجف أوصالها وتقرأ بصمت

quot;عزيزتي

أحبك…ولكن موسم جني التمر في بغداد قد حان

اعذريني quot;

تسقط دموعها بحرقة…تحتضن الرسالة وتهمس:

_quot;بغداد…ستكونين معرضنا القادمquot;

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى