نحو روح رياضية / مهند ماجد الخطيب

نحو روح رياضية ( الوحدات/ والفيصلي).

تعودنا في حياتنا اليومية وفي كل مرة يرغب أحدهم بأن يمدح روح فلان الرائعة التي تقبلت أمراً ما, وكان من حوله يعتقدون بأنه لن يتقبل ذلك بأن له روحاً رياضية, لذلك فإنه من باب أولى أن يكون أهل الرياضة سواء من يمارسونها أو يدعمونها أو يديرونها أو يشجعونها أهل لكل روح رياضية تتسم بالرقي في التعامل ونبل الأخلاق وتقبل الهزيمة كما يتقبل الفوز فمع كل مباراة في أي رياضة كانت لا بد أن يكون هناك فوز أو خسارة وفي حالات نادرة يكون التعادل.
واليوم ما أن يتناهى إلى مسمعي بأن هناك مباراة ستتم بين نادي الوحدات ونادي الفيصلي –لا سمح الله- إلا ويصيبني حالة من الاشمئزاز من كمية الروح اللارياضية التي تطغى على وسائل الاعلام المختلفة بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت مكاناً يفرغ فيه هؤلاء سمومهم كالأفاعي, حتى أنني أتتبع أين ستجرى هذه المباراة حتى أغير طريقي ولا أكون عرضة لمشجعي النادي الذي سيكتب الله تعالى له الخسارة فلا يمكن التنبؤ برد فعلهم على هذه الخسارة والسلوكيات التي قد يمارسونها, ناهيك عن المعارك التي تتم في الملاعب ويستخدم فيها الأسلحة الخفيفة والتكتيك في الهجوم والدفاع ويك كأنهم على ثغر من ثغور الاسلام يدافعون عنه وقد وضعت أموالهم وأولادهم وأعراضهم أمامهم وبين ظهرانيهم, فتجد أجهزتنا الأمنية على أهبة الاستعداد معلنة حالة الطوارئ مهدرة الوقت والجهد والمال للتعامل مع حالات الشغب في الملاعب مضيعة فرصة الاستفادة منها في حالات أخرى أكثر أهمية وجديةً لأمن الوطن والمواطن.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال هو عن ماهية العلاقة بين الغضب لخسارة النادي الذي يشجعه أحدهم وبين اعتدائه على ممتلكات الآخرين كالسيارات أو المحال التجارية أو مقدرات الوطن من أرصفة وأعمدة إنارة وغيرها؟ وهل تكسير كل ذلك يريح نفسك أم أنه يا ترى قد يزيل خسارة ناديك ويحولها إلى فوز؟؟؟؟؟؟؟
أعيش هذه الأيام مرحلة من الرهاب الرياضي حتى أنني أعاني من رغبة ألمسها لدى طفلي ماجد ذو الستة أعوام نحو كرة القدم وممارستها, فانعكست هذه الحالة سلباً عليه فأصبحت أحاول بشتى الطرق أن أبعده عن هذه الرياضة وأحاول أن أشغله عنها بأي نشاطات أخرى ولكنني فشلت, خاصة عندما رأيت حبه العظيم لها, واندفاعه نحوها, ولن أنسى القشعريرة التي سرت في جسدي يوماً عندما سمعته يدندن بأغنية نادي الوحدات, وبعد تفكير وتأمل عميقين هداني ربي إلى فكرة أدعو كل أب و أم إلى تطبيقها وهي أنني قمت بتحفيظ شقيقته الصغرى ذات الثلاث أعوام أغنية نادي الفيصلي حتى يتربى الاثنان منذ الصغر على حب الناديين الأردنيين, وأن ماجد إذا ما دعته الظروف مستقبلاً ليكون مشجعاً متعنصراً لناديه ضد النادي الآخر, فإنه ولا بد أن يتذكر في لحظة ما شقيقته الصغرى وأنها تحب نادي الفيصلي فهما ناديين أخوين على أرض أردن الحشد والرباط لا يفرق بينهما أي شيء كما هما الإخوة لا يفرق بينهما كائناً من كان.
أحبب ناديك كما تشاء, وأنتمي إليه كما تحب, ولكن تذكر بأن حب الوطب لا بد و أن يكون أكبر وأن الانتماء إليه لا بد وأن يكون أعظم, فكيف لأمتنا أن تنبذ الفرقة وتحقق الوحدة بين الدول والشعوب ونحن غير قادرين على تجاوز الفرقة على مستوى الأندية الرياضية في الوطن الواحد ففاقد الشيء لا يعطيه!!!!!!!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى