نحو استراتيجية جديدة للاشتباك مع الملف الفلسطيني

نحو استراتيجية جديدة للاشتباك مع الملف الفلسطيني

عمر عياصرة
اتفهم ان نكون مكشوفين في اي ملف اقليمي الا الملف الفلسطيني، فعلاقتنا به ليست سياسية بقدر ما هي مصيرية ومرتبطة بأمننا الوطني ومستقبلنا.
حفلة المصالحة، اثبتت اننا لم نعد متواجدين بما يكفي على طاولة الملف الفلسطيني، هناك مياه تتسرب من تحت اقدامنا، وهناك ادوات كانت لنا ولم تعد كذلك، وبظني اننا نتحمل معظم المسؤولية عن كل ذلك.
القلق من ابتعادنا عن اجواء الحالة الفلسطينية، يجب ان يتعاظم الى درجة احساس مطبخ القرار بحجم الخطر، وحجم مسؤوليته عن ذلك.
مرة اخرى نؤكد ان علاقتنا مع القضية الفلسطينية ليست مجرد ترف ودور، بل هي مصلحة وطنية وقومية عليا، لا داعي للتذكير بأسباب مصيريتها لنا، فهي اسباب معروفة لا يمكن القفز عنها.
ولعلي منذ توترات الاقصى الاخيرة، ودخول الرياض على خط الحديث عن المقدسات، دعوت للانتباه، وملاحقة التطورات في الاقليم، وبالتالي كان لابد من اعادة انتاج لاستراتيجياتنا كي تتناسب مع تجديد دورنا في القضية الفلسطينية.
لغة الاستياء والعتب لا تكفي، فهناك ضرورة لإعادة تقدير الموقف، وفهم اسباب تراجع فاعليتنا في المشهد الفلسطيني، وكذلك طرح الاسئلة عن تنكر دول كثيرة لنا، ومحاولتها تحجيم تأثيرنا.
ما اشبه اليوم بما كان في قمة الرباك 1974، حين تعاظمت على البلد الضغوط للانسحاب من المشهد الفلسطيني، في حينها تعامل الملك حسين والنخبة الاردنية مع الامر بقلق ايجابي، وتمكنا من تجاوزه بأقل الاضرار.
اليوم، لا اعرف، كم هو منسوب القلق، ومن هم القلقون من النخبة الاردنية، وهل هناك حقا تفكير لصوغ استراتيجية جديدة للاشتباك مع الملف الفلسطيني، تجعلنا اقرب الى طاولة المشاهد الاخيرة، وتجعلنا اكثر تماسكا في حماية الاردن وفلسطين معا.
ايها المطبخ، اعلم ان ثمة رائحة شواط تتسرب من فلسطين المحتلة، واعلم ان اكراهات تمارس على حماس وفتح، وان الدور المصري الاماراتي ينبض بتفاهمات مع واشنطن، وهذه المعطيات، تجعلنا اكثر حاجة لنتحرك نحو اشتباك جديد وفاعل ومختلف.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى