ناموا ولا تستيقظوا / يوسف غيشان

ناموا ولا تستيقظوا
طمّنتونا!.
ينتشر في وسائل التواصل الاجتماعي حاليا خبر عن دراسة بريطانية تدعي بأن النوم العميق وصعوبة الإستيقاظ هما من علامات الذكاء، وهذا ما اثلج صدري وبلعومي وغدّتي النخامية، وطمأنني بأن نومنا العربي الكبير وصعوبة استيقاظنا، حتى الان، هو من علامات الذكاء الخارق الحارق المتفجر.. هذا من ناحية.
ومن ناحية اخرى قريبة ، فقد كانت الكثير من شعوب اوروبا خلال العصور الوسطى، تعتقد بأن الجزء الذي يتعب أكثر في جسد الإنسان هو الأقدام، لذلك كانوا يقومون بوضع اقدامهم على الوسائد عند النوم بدلا من رؤوسهم، بالتالي فإن الاقدام هي الأحق بالراحة، اما الرأس فلا يتعب ويبقى مرميا على الارض.
تخيلوا كيف كانت الأقدام مرتفعة بكل أبهة على الوسائد بينما الدماغ مرمي وحيد في الجانب الآخر، لأنه (فاضي أشغال) ولم يتعب ولم يمش ولم يركض ولم يحمل، وقضى نهاره مرتاحا في تجويف الجمجمة، ليشكل معها نتوءا لا مبرر له في أعلى الجسد.
طبعا، نهضت اوروبا من كبوتها المتوسطية، وتقدمت علميا وتقنيا وإنسانيا، وعرف الناس أن الدماغ هو الأحق بالإحترام؛ لأنه الأكثر نشاطا وتعبا، ولا بأس من رفع الأقدام على وسائد أخرى.
أما نحن الأعاريب، فما زلنا نعتقد أن الأقدام هي التي تتعب، وما يزال تدليل المرِأة لزوجها يعتمد على طشت الماء الساخن لنقع اقدام البعل المتعب، وما تزال الأقدام تحتل الوسائد مكان الرأس، حتى أننا صرنا نفكر بأقدامنا، ونضحك بأقدامنا، وصارت الأقدام تجمعنا وتفرقنا …ومن لا يصدق …فليسأل مجموعة من العربان عن ايهما افضل: فريق برشلونة لكرة القدم أم فريق مدريد، سيجد أن العربي يعرف تفاصيل التفاصيل ونمر شورتات اللاعبين وأسماء عشيقاتهم ، بينما لا يعرف عن قضاياه المصيرية إلا القليل القليل مما لقنوه اياه في المدرسة……؟؟؟؟….!!.
تلولجي يا دالية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى