مَعمي قماره!!! / الدكتور ناصر نايف البزور

مَعمي قماره!!!
الدكتور ناصر نايف البزور
أثناء خروجي أنا و زوجتي بعد صلاة العيد بدقائق كانت الشوارع تمتلئ بالناس بشكل مُلفت للإنتباه حتّى في المناطق التي لم تكن صلاة العيد قد انتهت فيها حيث كان الخطيب مسترسلاً…
سألتني الغالية أم العيال عن السبب؛ فقلت لها: الناس ما زالت مستيقظة لأنّهم تعوّدوا على السهر حتّى الفجر في رمضان…
و ما إن سرنا قليلاً حتّى استوقفنا أحد المطبّات التي تعجُّ بها شوارعنا الجميلة و كان كالطود العظيم… 🙁 خفّفت السرعة بشكل نظامي ليس احتراماً لقواعد السير فحسب بل حفاظاً على مشاعر سيّارتي الفيوجن الناعمة التى اشتريتها حديثاً كاملةً بالدين عن طريق البنك الإسلامي…. 🙂
في تلك اللحظة لمحت سيارة BMW “ماكله هوا” تنطلق من خلفي بسرعة و تصدمني بقوّة… لم أستطع أن أفهم ما حصل… حتّى نزل سائقٌ كهل من السيارة معتذراً و لا تبدو على وجهه أدنى ملامح الأسف و قال: الحمد لله على سلامتكم…و الله ما شُفتكم… 🙁
حوقلتُ و استرجعتُ و حمدتُ الله و ركبت سيّارتي و انطلقت… و ما هي إلاّ دقيقتان أو ثلاث حتّى تعرّضنا لحادث آخر… حيث رجع نحونا سائق مرسيدس “مهرهره” آخر بشكل مفاجئ و نحن واقفون و صدمنا بقوّة… 🙁
انتابتني حالة من الصدمة و الدهشة و كأنّني في فلم من أفلام هوليود 🙁 و نزل من السيارة سائق شاب هذه المرّة و مدَّ يده و صافحني و اعتذر و هو يبتسم قائلاً: الحمد لله على سلامتكم… و الله ما شُفتكم… 🙁 سامحته هو الآخر و قلت لا حول و لا قوّة إلاّ بالله…
و لكم أزعجني ما حدث من تشويه لسيّارتي العزيزة حتّى غدت “الفيوجن” 2013 لا تختلف عن “الكيا” 1990 🙁 و لكنّ ما أغضبني أكثر هو عبارة “و الله ما شُفتكم” التي تلفّظ بها كلا السائقين و كأنّما قد دَرَسا على يد شيخٍ واحد… 🙁 فأنا أريد أن أفهم فقط سبب و معنى و مقصد هذه العبارة…!!!
هل من المعقول أن لا يرى السائقان سيّارةً كسيّارتي و هي بحجم إثنين من الفيلة و يسوقها شخص يزن 200 رطل (يعني أنا… و لن أقول بحجم الثور)… 🙂 أم هل بات الكثير من أبناء الوطن “محبّبين” (يعني الواحد سامطله حبِّة على وجه الصبح…)؟؟؟
أم أنّ الشعب شكلو طافي و معميّة قماره من الفقر و الجوع … 🙂
أم أنّ عيون الحسّاد الأرض أرض و الأرض جو مفتوحة و موجّهة نحونا 60 بوصة …. 🙁
و الله أعلم و أحكم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى