مواطن مقطوع الرأس

انسجاما مع المثل القائل الراس اللي ما فيه كيف حلال قطعه، وتفهّماً للقرارات الأخيرة التي رفعت سعر القهوة -ذلك المشروب الذي يأخذ على عاتقه تعديل المزاج المطعوج لستة ملايين أردني – وانصياعاً لضريبة البنزين بأكتيه الشقيقتين90و95 الذي كان يساهم بتطيير الزعل العائلي والتفشيش الشعبي ..فقد اتفقت مع جاري اللحام أن يقوم – على فضاويته ndash; هذا المساء بقطع رأسي من المفصل وإلا تأخذه بي رأفة بتاتاً..لأنني لم اعد بحاجة الى كرة المطاط الفارغة التي تقع بين كتفي المصطكتين.. لقد نضب المخ والمخيخ وكل انحناءات وطعجاتالعقل بعد عمليات الضخ الجائر للصبر والحكمة ، والتفريغ المتعمّد من الإحساس والمزاج والكيف والتفكير و حشوه بقطن البلادة والانعدامية..

كما أوصيت جاري اللحام بوشوشة قصيرة : أن يقطع أذني قطع صغيرة:راس عصفور ويهديهما لأقرب جارة وحّامة أو قطّة نفساء..وذكّرته مرتين قبل ان اضع رأسي على خشبة التقطيع..أن يفرم انفي الكبير على الماكنة الخشنة ويعزله في كيس منفصل شغل تواصي .. وأن يقوم بشلوطة ما تبقى من شعر وزغب الوجه والحواجب على غاز 3 عيون..ومعط ما يلزم من الشوارب ، ومن ثم لفّ الرأس الممعوط بورق قصدير وتقديمه للجماعة..
أما جسدي فأنا سأتكفّل بحمله الى اقرب ثلاجة عرض أدسّ نفسي بين زميلاتي المجمدات مع السمك مقطوع الرأس والدجاج المنظّف والمكتّف، والفرّي المطوبز وأكتب على صدري اللامع والمثلج ذبح على الطريقة الحكومية، وعلى قفاي سأكتب صالح للاستهلاك مدى الحياة من تاريخ ميلاده..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى