من يقرأ؟

مقال الأحد 17-9-2017
النص الأصلي
من يقرأ؟
هل توقف أي من صناع القرار أو ممن يجلسون في الصف الأول من المسؤولية عند هذا العنف المجتمعي المتنامي؟ هل سألوا أنفسهم ما سبب هذا النزق والكفران بكل شيء ؟ هذا الإحباط العام والتذمّر الذي يتورم يوماً بعد يوم،وبدأ يكسر كل الحدود وكل الخطوط الحمراء؟؟..
هذا العنف (الأفقي) للناس تجاه بعضها بعضاَ سببه أنها لا تستطيع ان تعبّر عن رأيها وعن غضبها” رأسياً” ، الناس غير مرتاحة من طريقة إدارة الحكومات لشؤونها ، لكنها مكبوتة وممنوعة من الكلام والتظاهر، المجالس التي انتخبت لتدافع عنها مُحْبِطة ومجيّرة لصالح السلطة التنفيذية ، سياسات تجويع متعاقبة ، ضرائب لا تشبع ، ودولة لا تقيم وزناً لمواطنيها، وكأنهم يفرضون عليك أحد الخيارين: الرضوخ او الفوضى ، طيب أنا لا أريد أن أرضخ ولا أريد الفوضى..ما الحل؟ ..بدأت الناس تأكل بعضها بعضاً قتل وسرقة وخاوات وتكسير ممتلكات وحرق، وهذا الأكل لن يتوقّف أبداً..الدور القادم أن الناس سوف تأكل دولتها ولن يصبح للإصلاح أو الترقيع أي مكان يذكر صدقوني..
ماذا يفهم صاحب القرار ، عندما يقوم مواطن بتكسير عدّاد الكهرباء وعدّاد الماء في لحظة هياج تراود كل واحد فينا، بلطجة ؟زعرنة ؟ خروج عن القانون؟..أبداً! انه الوجع الذي لا يمكن احتماله ، انه انكسار العقد بين الفرد والدولة وانهيار درجة التحمل البشري الذي لا يمكن ان يتحمله صاحب الدخل العادي..
ماذا يفهم صاحب القرار ، عندما يقوم مواطن أردني بتقديم طلب إلى وزارة الداخلية للتخلي عن جنسيته الأردنية..بلطجة؟ زعرنة؟ خروج عن القانون ؟ أبداً انه الانسلاخ عن الانتماء بالإكراه لا بالرغبة ،انه “تكريه” المواطن بمواطنته ووطنه الذي تمارسه جميع الحكومات التي حطّت بالدوار الرابع والتي يمُسح بها في نهاية خدمتها زفر كل الأخطاء والخطايا المبرمجة…ماذا يفهم صاحب القرار عندما يصطف شباب البلد على أبواب السفارات منذ ساعات الصباح الباكر طلباً للهجرة واللجوء حتى لو كان بــ” أكلهم وشربهم”!!..بعدما أوصدتم كل أبواب الأمل في وجوههم؟ واحتل أبناء المسؤولين على مرأي ومسمع الجميع وظائفهم ومقاعدهم في كل شيء..
الناس لم تعد تحتمل، ما يجري في هذا البلد خطير وخطير للغاية ، الجريمة والعنف وزفرات التمرّد على القانون وهيبة الدولة، ليست حالات فردية ، ولا هي موجات طارئة، إنها أبخرة البركان الأولى ..الضغط الاقتصادي يولد الانفجار…وما تقومون به عبث حقيقي بمفهوم انتماء الأردني لوطنه..إياكم وغضبة الناس…وعلى من يهمّه الأمر …أن يقرأ الرسائل جيداً، وجيّداً جداً..!!

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. انا مغترب ولكن قلبي يتقطع على اهلي (جميع الاردنيين) مما وصل اليه الحال

  2. من أهم ، وآدق ، وأخطر ما كتب أحمد الزعبي في حياته الصحفية . هل سنكون أمام مشروع إسرائيلي أمريكي غربي لإعادة رسم المنطقة . هل المقاربة الأمنية تكفي ، أم الاقتصادية ، وأين يتقاطعان ؟ وما هي النتائج المتمخضة عنهما ؟
    يبقى مقال الزعبي صرخة وجدانية صادقة ، ولعلها قبل الأخيرة .
    حمى الله الوطن ، وخابت ظنون الأعداء .

  3. حقيقة لقد تغربت كثيرا ولم اجد حتى الان اي تغيير في مسار نمط حياتنا ولكن يوجد شيء مهم هو ان الصراعات التي تعصف بالمنطقة اثرت علينا من جميع النواحي فتنعدام الاستقرار بالمناطق المجاورة ادي الى زعزعة الاستقرار ولولا وجود جحروب بمنطقتنا لكنا اغنى دول العالم ولا نحتاج الى الهجرة الى اي دولة ولكن السؤالى الذي يجول في خاطرتي من المسؤول عن الشرارة الاولى التي ادت الى حرق المنطقة بالكامل ، اذا كان العدو المخفي يتربص بنا منذ وقت طويل ، لم نعد نعرف للاسف من هو عدونا المخفي ولكن يجب توحيد راية السنة وتاسيس جيش سني قوي فنحن نعلم ان عدونا المخفي يتربص بنا منذ وقت طويل ، الخلاصة هي انني كمغترب اضع حصيلة خبرتي بين يديكم لا نلوم وطننا الحبيب بل تشتت امتنا وتمزقها ادى بنا الى هذا وان شاء الله هناك فرصة قوية جدا لاعادة واستجماع قوتنا من جديد سوف ننتصر على الياس والاحباط بالعزيمة والايمان الحقيقي بالتغيير وحرية التعبير والكتابة .

    مغترب اخر

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى