من نحن في عيونهم 3 ؟ / د. محمد شواقفة

” من نحن في عيونهم 3 ”

و بعد ان انتقلت لجامعة بتسبرغ للعمل و الدراسة مجددا … انخرطت من جديد في نشاطات مشابهة تحت عناوين مختلفة و لكنها كانت تصب تحت عنوان عام كبير … التفاهم و التقارب …. و كان التحدي الأكبر في التواجد بشكل فاعل و مؤثر في مدينة يقطنها جالية كبيرة من اليهود لهم سيطرة شبه تامه على كل القطاعات الاقتصادية و المصالح و الاهم على الجامعات …..
شاركت في أحد اللقاءات و التي كان على هامشها معرض يشارك فيه غالبية ابناء الجاليات. … و قد مثلت شخصيا بطاولة كانت عن الاردن و بصعوبة بالغة و وسط تحفظ شديد من المنظمين استطعت مع احد الاصدقاء من فلسطين بعرض فلسطين مع الاردن ….
لم يك مفاجئا لي أن يكون هناك ركن لدولة الكيان الغاصب و الذي كان يحظى بحضور لافت و كبير جدا …. حيث كانوا يقدمون ” الفلافل ” على انها طبقهم الشعبي و كانوا يقدمونها مع الخبز العربي مع تغميسة من الحمص …. لم نشعر بالقهر و الظلم الذي نعيشه دوما كما شعرنا في تلك اللحظات …. لم يك من صديقي من فلسطين الا ان ذهب الى بقالة تبيع المنتجات العربية و احضر عدة اطباق من الحلويات العربية ” بقلاوة ، مبرومة ، و اشياء اخرى ” …. و في نفس الوقت زارني مجموعة من الشباب السعودي و هي بالمناسبة الجالية الاكثر عددا و كان ركنهم غنيا جدا و عليه عدد كبير من الزوار …. فخطر ببالنا ان نحرك طاولتنا لتكون قريبة منهم …. لكنهم آثروا ان يجلبوا كثيرا من القهوة و التمر و يقفوا الى جانبنا بحيث اجتذبنا غالبية الحضور …. وكان يوما لا ينسى …. و كان صديقي الفلسطيني يصر على ان يوزع العلم الاردني و الفلسطيني و يذمر كل زائر ان الفلافل و الحمص فلسطينية ….
في الكلية كنا نحاول ان نخترع الحجج يوم الجمعة – و هو يوم دوام – لكي نتهرب من المحاضرات …. الى ان استوقفني احد الاساتذة متسائلا عن سر غيابنا يوم الجمعة …. اضطررت يومها ان اشرح له اننا كمسلمين نذهب للصلاة يوم الجمعة في المسجد القريب …. بعد ايام قليلة صدر قرار من العمادة بمنع اي محاضرات يوم الجمعة في وقت الظهيرة …. و اذكر انني غادرت بيتسبرغ بعد حوالي 5 سنوات و لم يك هناك اي محاضرة في ذلك التوقيت دون ان يناقش ذلك احد ….
عند المسجد … كان يوم الجمعة مهرجانا حقيقيا للجالية المسلمة …لكن كان هناك دائما تواجد للشرطة في المنطقة المحيطة لتنظيم السير حيث ان المنطقة غير مخدومة بأماكن الاصطفاف …. و كان عاديا ان تجد الساخطين بعد كل صلاة يحملون المخالفات التي كانوا يستحقونها …. و قد وجد صاحبي ان الشرطة شحنت سيارته من امام احد المنازل لاصطفافه امام مدخل كراجهم …. و مع ذلك كنا نصلي ….
يتبع
” دبوس على الابيض ”

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى