من دفاتر معلمة / خلود المومني

من دفاتر معلمة

( أمنا الغوله! !!! ) .

ينتقل الطالب من الصفوف الأساسية الأولى إلى الصف الرابع ليختلف عليه كل شيء. ….كان في أحضان أم واحدة طوال سنواته الثلاث الأولى. …والآن أصبح هناك أمهات عدة. …والأهم امتحانه النهائي في قاعة امتحان يرافقه طلاب من صفوف عليا على نفس مقعد الامتحان.
في ذلك الفصل جهزنا وزميلاتي قاعات الامتحان ووجهنا الطالبات إلى قاعاتهن. …رفضت تلك الطالبة الدخول إلى القاعة. ..وافترشت الأرض وأخذت تصرخ : ما بدي أموت. … مابدي أموت. …مشان الله لاتدخلوني. . ..وكان الموقف مدعاة لضحك البعض وسبب رعبا لطالبات القاعات. …إلا إنه في الواقع مؤلم. ….بربكم ماذا كانت تظن القاعة ولماذا يهيأ لها أنها إذا دخلتها فسوف تموت. ؟؟؟!!!!!.
طلبت من زميلاتي تركها لي. …أصبحنا وحدنا. ….والآن قولي لي : لماذا لاتريدين دخول القاعة؟ ! قالت : أمي حكتلي بالقاعة رح يموتوكي! !!!!!.
ذكرتني تماما كما يفعل الأغلبية بالطالب عندما يتحدثون له عن التوجيهي منذ الصف الأول. ….في التوجيهي كذا. …وكذا. ….فينشأ وفي قلبه رعب اسمه التوجيهي علما أنني أرى الصف العاشر أكثر صعوبة منه. ..فيخفق أغلب الطلاب خوفا لا تقصيرا. أخذت الطالبة إلى غرفة صفها التي اعتادتها طوال الفصل وكانت غير معدة كقاعة امتحان. …جلبت لها ورقة الامتحان. ..فهدأت وبدأت الإجابة. …في الأثناء أرسلت لي مديرتي أن ماقمت به ممنوع. …وتفهمت أننا أحيانا علينا تجاوز قائمة الممنوعات من أجلهم. ..أنهت الإجابة فطلبت منها أن تأتي بنفسها تسلم الورقة في نفس القاعة. ..وكنت أقصد أن تدخل القاعة ليست كممتحنه بل زائرة. ….سرت معها. ..دخلت نظرت حولها نظرات استغراب. .. قلت لها ذلك مقعدك. ..واسمك مطرز عليه مارأيك بتجربة الجلوس عليه ومراجعة اجاباتك. …قبلت الفكرة. ..سارت بخطى بطيئة خائفة. ….جلست. ..نظرت حولها ثم بدأت تراجع الورقة. ..بقيت جالسة لنهاية الامتحان. …في اليوم التالي دخلت القاعة مع زميلاتها.
قرأت في أعماقها : أمي كذبت علي والقاتل لا يربض لي في قاعة الامتحان! !!!!
فلنكف عن تهيئة أبنائنا للقادم بإسلوب الرعب….أمنا الغولة لم يعد لها وجود. !!!!!

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى