من ثورة إلى مكافحة الإرهاب / عمر عياصرة

من ثورة إلى مكافحة الإرهاب

الانجاز الكبير الذي حققه مؤتمر الاستانة في نظري انه تمكن من تحويل الثورة السورية وثائريها الى مكافحي ارهاب بالتنسيق مع نظام بشار الاسد.
هذا ما تريده موسكو وطهران وانساقت وراءه تركيا، فالثورة لم تعد موجودة بعد معارك حلب، واليد العليا اليوم للروس، والطرف الديكوري للاسف هم اخوان سوريا.
بعد الاستانة، ظهرت بوضوح حالة الفرز الميداني للفصائل المسلحة، الاخوان في جهة «احرار الشام» والسلفية في جهة اخرى «فتح الشام».
الانقسام تم على أرضية سياسية وعسكرية وعقائدية، فالفصائل السلفية المتشددة اندمجت في هيئة تحرير الشام، واعتبرت مؤتمر استانة بمثابة “أوسلو” سورية، وقررت مواصلة القتال.
اما حركة “احرار الشام” فتتبنى ومن بقي معها من فصائل الحل السياسي، وتراهن على المجتمع الدولي، ومنظومة أصدقاء الشعب السوري، الامر الذي يصفه البعض في المعارضة السورية بأنه تكتل مشابه تكتل منظمة التحرير الفلسطينية، مع الفارق الكبير في المقارنة والاهداف.
هذا الانقسام سوف نراه عمليا في ادلب، وبظني ان القيادة الروسية تنتظر تلك المعركة بين الفصائل، لتعلن كامل سيطرتها على الفضاء السوري.
ادرك ان المتشددين افشلوا الثورة السورية، وقدموا ذريعة للتردد الامريكي، كما انهم منحوا الاسد مبررا للبقاء تحت عنوان مكافحته الارهاب، وتقاطع ذلك مع التوجه العالمي.
لكن ما نراه اليوم يصعب قبوله، كما يصعب رفضه لأنه مفروض بمنطق الميدان، مع ذلك تبقى الحقيقة ناصعة بأن الثورة باتت فرقة لمكافحة الارهاب تقبل بالاسد وتصارع على حصة صغيرة جاءت بها ضغوط تركيا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى