منتهى الرمحي، ومسؤولية القلم / جمال الدويري

منتهى الرمحي ، ومسؤولية القلم
القلم سلاح، القلم سيف، وان لم تحسن استعماله، جرحك او قتلك، او كان اذى لغيرك ومن حولك، بل سيكون مصدر خطر لمن ابعد بكثير من محيطك والقريبين.
وتزيد خطورة القلم والكلمة، في هذا العالم الجديد والفضاء المنفتح المفتوح والمتاح للجميع، ويعم خيره او شره، لسهولة الوصول والانتشار، ولذا، ولأسباب كثيرة اخرى، فقد رتب عالم الرقميات وتقنيات الاتصالات الاليكترونية الحديثة، مسؤولية اضافية ثقيلة ومهمة، تقتضي الحرص والتوجس وتقييم الكلمة المعدة للنشر، ذاتيا وبرقابة داخلية، واعية للأهمية والخطر الذي تشكله، على المتلقي والرأي العام، وبالخصوص، ان كان صاحب الكلمة شخصية عامة، او اعلامي او اعلامية في موقع يتابعه الكثيرون.
الموت، وان كان كاسأ سيشربه كل حي، وقدرا محتوما على الجميع، الا انه مصيبة مؤلمة وتجربة مريرة، لها تأثيرها وفعلها، ويزيد الوجع حدة ويطول تأثيرا، كلما كان الفقيد اقرب دما ووجدانية وهوى جوارح، فالوالدين مثلا والأبناء ومن حولهم، يشكل فقدهم الجرح الأعمق والمعاناة الأشد، وربما شكلت حتى ذكرى فقدهم جرحا جديدا وألما متواترا لا يغيب.
اما ان يصبح خوفنا من الفقد وحرصنا على الأحبة والغوالي، هاجسنا ومحركنا لتهبيط العزائم الوطنية، واخماد جذوة الجهاد للدفاع عنها وحمايتها من الأطماع والمؤامرات، وان يتحول فقد عزيز الى لطمية تبرر التقاعس وتدعو اليه، عن نجدة الأوطان وصون التراب وتحرير الشعوب ورفع راية الحرية والانعتاق، فهذه كبيرة لا تحمد عقباها، وديدن مقيت بغيضة عواقبه وخيم منتهاه وشر مستطير.
للناس حزنهم وألمهم الذي نقدر ونحترم، وندعو الله بالصبر والاحتساب، لكل صاحب مصيبة، ولكننا وبالمقابل فاننا لسنا ولن نكن ممن قالوا: اذهب وربك فقاتلا انا هاهنا قاعدون، وضائعة الأوطان التي ليس لها من اهلها من يستعد للتضحية وبذل النفس والغالي من اجلها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى