ممكن نطلع “لايف”؟..

مقال الخميس 22-12-2016
النص الأصلي
ممكن نطلع “لايف”؟..
على المستوى الفردي ، قد تفيد نظرية “خلي حالك مش داري” عندما ينسى أحدهم ان يبارك لزميله “طهور” ابنه البكر ، أو أن يتقاعس في تقديم واجب العزاء لأحد المعارف البعيدين أو يسمع عن عملية استئصال “اللوز” لأحد الأقارب منذ شهرين..هنا قد تفيد عملية “الغشمنة” واصطناع الدهشة عندما سماع النبأ بعد فوات الأوان..لكن على مستوى الإعلام الرسمي لا تفيد هذه النظرية عندما يكون هناك حدثاً وطنياً كبيرا تتحدّث عنه كل الدنيا..
**
من غير المعقول ان تبث فضائيات عربية تبعد عن الكرك 4000كم الحدث بالصوت والصورة وبنقل مباشر وتتحدّث مع أحد الرهائن الذين قد تم تخليصهم للتو من داخل القلعة ، بينما التلفزيون الرسمي الذي يبعد 100كم عن منتصف الحدث يغض الطرف ويحاول ان يشغل هواءه بتاريخ الحياة السياسية في الأردن تارة وبفوائد المباعدة بين الأحمال تارة أخرى ..من غير المعقول وفي زمن صار فيه المواطن العادي “قناة فضائية” متكاملة يصور وينقل مباشر على جهازه الخلوي على صفحته في الفيس بوك..يحاول الإعلام الرسمي “يخلي حاله مش داري” محالاً ان يلهي مشاهديه بصحة الإنجاب ..حتى النعامة صاحبة نظرية دفن الرأس بالرمل الشهيرة ،منذ ثورة الاتصالات غيّرت من سياستها و طمرت حفرة الرمل برجلها و صارت تحمل هاتفاً ذكياً وتنقل الأحداث وهي في كامل الثقة والأنفة…أريد جواباً شافياً من مرجعيات البث التلفزيوني.. كمواطن أردني وانا في قمة قلقي وخوفي على بلدي وأبناء بلدي لماذا يجبرني اعلام الدولة على ان أبحث عن قنوات خاصة او صفحات فيس بوك أو مواقع إخبارية او قنوات عربية حتى أعرف ما يجري في مدينة أردنية قريبة جغرافيا ووجدانياً؟…اليس الإعلام الرسمي هو المنوط الأول بهذه المهمة ؟؟ لماذا يتوارى في هذه الأثناء عن الأنظار او يختبئ خلف شامة سميرة توفيق..بينما تفرد ساعات طويلة لاستقبل وودع وآذان الشايب والغزل السياسي ؟؟..
أرجوكم العالم كله غيّر و تغيّر، ونحن في حالة الثبات التي لا تتغير، حتى الفضائيات الأقل خبرة في الدول الأقل حرية صارت منارات اعلامية ومرجعية إخبارية لمواطني ومقيمي تلك الدول…
بالمناسبة نحن لا نلوم الزملاء العاملين في المؤسسة ، نثق بجاهزيتهم ، ونحس بغيرتهم وقهرهم على منعهم من اداء واجبهم وقد شاهدناهم مساء الثلاثاء في تغطية احداث “القريفلا” حيث نجح التلفزيون جزئياً باستقطاب المشاهد الأردني وكسب ثقته من جديد في تغطية أفضل، وان لم تكن بمستوى الطموح ، نحن نعرف ونثق تماماً ان إعلاميينا في التلفزيون الأردني من أكفأ الإعلاميين في الوطن العربي فقط أطلقوا أيديهم، تحررّوا من خوفكم ومن تعدد المرجعيات ،مدير التلفزيون هو من يحدد البث المباشر ونقل الأحداث من عدمه..لا يحتاج الى موافقات أمنية ولا استئذان من هنا وهناك…ثم أي موافقات أمنية ونصف سكان المحافظة يبثون من أجهزتهم الخلوية ما يجري في محيط الحدث جنباً الى جنب مع الأجهزة الأمنية ؟؟ وأي استئذان ولم تبق فضائية باستثناء فضائية السودان الشقيق لم تفتح استديو مباشر عنا..
والمضحك أن يقول وزير الإعلام- الذي نكن له الاحترام- في المؤتمر الصحفي الأول ان على المواطن ان يتحرّى الدقة فيما ينقل ويسمع ولا ياخذ اخباره الا من الإعلام الرسمي..أين الإعلام الرسمي سيدي..وطوال ليل الأحد و الشاشة الحبيبة عبارة عن وكيل حصري لأغاني فايزة أحمد..هل آخذ تصريح من فايزة احمد التي التحقت الى الرفيق الأعلى عام 1983؟؟…
أرجو من المرجعيات التي تقف في طريق عمل الإعلام الرسمي أن تبحث في جوجل عن شيء اسمه “الستلايت” وشيء آخر اسمه “الهاتف الذكي” و شيء ثالث اسمه “الفيسبوك”..وان العالم يتغير..عندما تقتنع ان العالم تغير…ممكن نطلع “لايف” بأي وقت!!..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. يا سيدي هذه ليست الحادثه الاولى فهناك احداث محليه اخرى كانت على درجه من الاهميه غاب عنها اعلامنا الرسمي , على كل حال فقد اصبح متداول عند البعض مقولة ان اردت ان تعرف ما يحدث في الاردن فعليك اولا ان تعرف ما يحصل عند جارتنا منيره ………

  2. التلفزيون الأردني يحتاج عمل فورمات كامل وتنزيل ويندوز جديد

  3. نعاتبكم بدافع الغيرة على المصلحة الوطنية لا تصيّداً للأخطاء, وإن لم تعلموا فإن واجبات الجهاز الإعلامي تساوي في الأهمية واجبات جنود الوطن ودروع حمايته, إن كانوا من رتب الأمن والجيش المختلفة اومن رتبة المواطن. وكما نعلم, الفضاء الإعلامي بلا قيود أو حدود, فالأنجح هو أن يستثمر جهاز الإعلام الوقت والجهد الضائع في نفي سيول الأخبار الكاذبة بأن يكون المصدر الأول في إعلام المواطن بالأحداث التي تهمه وتعنيه بدلاً من تصيّد الأخطاء للمواطن اليقظ والقلق على وطنه والباحث عن ما يطمئنه من أخبار أيّا كان مصدرها, حيث أن البحث عن المعلومة من مصادر غير رسمية ليس نابعاً من التشكيك بما يصرَّح به من معلومات, بل لعدم توفر هذه المعلومات منذ البداية من مصادرها الرسمية. الرحمة لشهداء الوطن, والشكر والتقدير للمدافعين عن عزته وكرامته.

  4. حين اشاهد اسماء ابناء الذوات في اعلى المناصب ويتقاضون اعلى الرواتب ويوظفون في السفارات والقنصليات في كل بقاع الدنيا ,,حينها اقسم بالله العظيم ان لا ابذل روحي او روح ابنائي فداءً للوطن.وليذهب من يتقاضى 5000 دينار اردني ولا يملك التوجيهي ليدافع عن الوطن…يا خسارة ضاعت ارواح النشامى من اجل ابناء الذوات ..

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى