” نظرية البنشرجي ” / د . محمد شواقفة

” نظرية البنشرجي ”

طبعا أبارك لكم شهر رمضان و قد شارف على النهاية و أتمنى ان يكون فعلا شيطاني قد غادرني …. و احاول ان اكون اكثر تهذيبا و اقل سخطا …. لاحظت ان عجل سيارتي فيه تنفيس معقول و لكنه لم يكن سويا كاقرانه في زوايا السيارة الثلاث …. راودتني نفسي عن تجاهل الموضوع كونه لا بد من الاسراع لشراء كل ما تراه العين و قد يتحمله “طبون السيارة” من ما لذ و طاب فالعيد قد أزف و لا مجال للتأجيل …. و لم أجد نفسي الا عند البنشرجي و راح ينظر الي و ليس الى العجل في محاولة لتفحص اي نوع من الزبائن قبل ان ينخرط معي في نقاش تقني أجزم بأنني لم أفهم معظمه … لكنني و كخدعة تعلمتها للاسف في الاردن …. تظاهر بانك تعرف كل شئ و دائما أظهر ممانعة لاي سعر يطرح امامك و لا توافق على اي اقتراح من اول وهلة …. و يبدو ان هذه الخدعة لم تنطل على البنشرجي …. و بادرني بتحليلاته و اقتراحاته ….
فالعجلات الامامية لا بد من تغييرها لان فرزات العجلات ممسوحة و يبدو ان آخر مرة عالجت فيها العجل بعد ان بعجه مسمار لا تبدو كخيار جديد ….لكنه فاجئني بخطة اضافية فيها طرح اقتصادي راق لي فعلا و هو باستقدام العجلات الخلفية و التي لا زالت فرزاتها واضحة و تضعها بدلا من العجلات الامامية …. و تضع عجلين جديدين مكان الخلفيات …. طبعا … اوضح لي ان هذا ما يفعله غالبية الاردنيين و هو الروتين الشائع.
طبعا ولاسباب اقتصادية بحته …. اضطررت للانسحاب و انا اعده بانني سأعود …. كان يهز برأسه بأسى و قد ادرك انني لم اكن صيدا سهلا ….و سألته بعد ان فرغ من نفخ ” العجل”. … ضحك و قال ” روح يا خال …. الهوا ببلاش “.. …
لا أعرف لماذا ورد لخاطري تبديل الملقي بالرزاز قبل العيد …. و التي تعد بحل جذري لمشكلة المديونية ما غيرها و اعادة الامور الى نصابها ….. اعتقدت للوهلة الاولى ان هناك امرا مستحدثا و جديدا يبرر هذا التغيير ….و صدقا حضرت لذهني افكار “البنشرجي”…. فكل ما تحتاجه عجلة الاقتصاد التي نكأتها الجراح و حفرت فيها المسامير و البراغي و الخوازيق فعلها …هو استبدالها داخليا مع العجلات الخلفية التي سلم بعض فرزاتها…..فلم يعد هناك كويا قد يفيد او رقعا قد ينفع ….. و لا بد من التخلص من عجلات الصف الامامي …. و هذا قد يمنحني شهرا او ربما شهرين منتعشا …. لاظن ان مشكلتي التي ستتأجل طوعا و كرها قد حلت …..
ليس لدينا خطة لا جديدة ولا قديمة …. و نبرع في اقتراح حلول لا تسمن او تغني من جوع …. و كل ما نفعله ان نستبدل المهترئ بال ” نص عمر” …. و كما يقول المثل …” من دهنه قلليله”…. لكنني اعتقد انه لا دهن اضافي بقي قد ينفع خصوصا مع الشوارع التي اشفق منها على سيارتي التي رهنت سنتين من عمري في مقارعة الخطوب لادفع ثمنها ….فلا بد من تبديل عجلاتها و لو حرمني ذلك من دخول المول غير الضروري لاتسوق او عدة سهرات بريئة مع الارغيلة التي يتخللها الهواء مدفوع الثمن كونه له نكهة و يقدم لك بناء على اختيارك ولا احد يجبرك على ” اكل الهوا ” ….
الطريف في الامر …. ان العجلات المهترئة يرسلها البنشرجي لاحد المقاولين المحليين لاعادة رسم الفرزات على وجه “الكاوشوك” …. فخطر لي انه لا يمكن ان تكون افكار البنشرجي و الوزير القديم الجديد هي توارد خواطر …. فاما ان البنشرجي كان وزيرا او ان الوزير لابد انه لا يعرف ما الذي ينتظره عندها ادركت ان الحلول الترقيعية ذات الجدوى الاقتصادية لجيبتي و ميزانيتي هي مثل معالجة مريض السكري الذي لا يلتزم بالدواء او الحمية …فنبدأ ببتر اعضاءه واحدا تلو الآخر …. بانتظار ان نطلق عليه رصاصة الرحمة….
طبعا في محاولة للهروب من الورطة …. ذهبت لمحطة غسيل السيارات …. و طلبت منه فوق الغسيل ان يركز على العجلات ….. و فعلا كانت رائحة المعطر قوية لدرجة انني توقفت عند الصيدلية جوار المخبز لاشتري دوا حساسية …. رأيت الطابور …. فشعرت بالخطر و اشتريت خبز العيد …. مع انه باقي اكثر من اسبوع على العيد . ….. و استباقا كل عام و انتم بخير …..

” دبوس عالحلول ”
نص جديد و مطور

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى