أزمة قطر : ما هي أبرز السيناريوهات المتوقعة؟

سواليف

مثّل خطوة بضعة دول قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وما أعقبها من إجراءات من شأنها فرض نوع من العزلة عليها في محيطها الخليجي، ضغوطاً شديدة على الدوحة.

وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن ومعسكر برلمان “طبرق” قطع العلاقات مع قطر، في خطوة قالوا: إنها رد على سعي الدوحة للتدخل في الشؤون الداخلية وانتهاج سياسات من شأنها الإضرار بمصالح دول مجلس التعاون الخليجي.

وهنا تبرُز ثلاثة سيناريوهات للأزمة التي تصاعدت بشكل مفاجئ بعد اختراق البريد الإلكتروني لسفير الإمارات في واشنطن “يوسف العتيبة”، ولكن يبقى أن أحدهم هو الأقرب للتحقق خلال الفترة المقبلة.

حل وشيك

السيناريو الأول: لا حلَّ وشيك، لا تلُوح في الأفق حلول آنية لأزمة قطع عدة دول علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، إذ إن الإجراءات التي تَبعتْ قطع العلاقات تُنذر باستمرار الأزمة ولو لفترة قصيرة مقبلة.

وبَدَا أن السعودية والإمارات على وجه التحديد قرَّرا اتخاذ إجراءات ضد قطر؛ بهدف فرض نوع من العزلة في محيطها الخليجي، بما يُشكّل ضغطاً شديداً عليها.

الخطوات التي اتخذتها بضعة دول هم: السعودية والإمارات والبحرين ومصر واليمن وبرلمان “طبرق” بقيادة “عقيلة صالح”، تُشير إلى رغبة حقيقية في “معاقبة” الدوحة، على اتخاذ خطوات بعيدة عن التوافق الخليجي، حسب ما يقولون.

ولم تُقدِم الدول الخليجية الثلاث في أزمتها مع قطر عام 2014، إلا على سحب سفرائها، دون اتخاذ إجراءات شديدة ضد الدوحة.

ونجحت الكويت في لعب دور الوساطة بين قطر من ناحية والسعودية والإمارات والبحرين من ناحية أخرى، وتم الاتفاق على عودة السفراء إلى الدوحة بعد اجتماع في الرياض.

ولكن الخطوة الأخيرة تُنذِر بفرض عزلة على قطر خلال الفترة المقبلة، مع مساعي السعودية إلى توسيع دائرة الدول التي تخطو نفس خطوة قطع العلاقات مع الدوحة.

وقرَّرت الدول الخليجية فرض حظر جوي وبحري وبري مع قطر، فضلاً عن إعطاء مهلة 48 ساعة لمغادرة البعثة الدبلوماسية القطرية، فضلاً عن منع مواطنيها من التواجد والسفر والمرور بالدوحة.

ويُشير الهجوم الإعلامي المتواصل على الدوحة من وسائل إعلام موالية للدول التي أعلنتْ قطع علاقاتها بقطر، بأن التوصل لاتفاق وشيك مع الدوحة حول حل الخلافات أمر صعب.

ضمانـات

السيناريو الثاني: عقاب وضمانات، وهو السيناريو المتوقع المُضي قُدماً فيه خلال الفترة المقبلة.

“إجراءات عقابية”.. هكذا عبّرتْ قناة “العربية” عن الإجراءات التي اتخذتها عدة دول لقطع العلاقات مع قطر، وأفردتْ مساحات لعدد من المحللين الذي أكّدوا إمكانية اتخاذ خط الرجعة ولكن مع ضرورة تقديم الدوحة تنازلات.

ولا يُمكن تفسير الإجراءات التي اتخذتها دول الخليج الثلاث إلا في إطار عقاب الدوحة، وخاصة بعد رفض خليجي للتصريحات المنسوبة لأمير قطر الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني”، والتي تبيَّن أنها “مفبركة” بعد اختراق وكالة الأنباء الرسمية.

كما أن هذه الخطوة جاءت عقب تسريب محتوى البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تضمَّنت بعض من محاولات الإمارات لتوسيع نفوذها وموقفها من عدة قضايا إقليمية.

الإجراءات الأخيرة قطعت أي سبيل للتهدئة إلا بتقديم قطر تنازلات تبدو مُرضية للسعودية والإمارات ومصر على وجه التحديد.

وهنا يبرُز الضغط على قطر لعدم إفراد مساحات إعلامية لمعارضي الأنظمة الخليجية ومصر وليبيا، فضلاً عن إمكانية المطالبة بتسليم قيادات بجماعة الإخوان المسلمين إلى القاهرة.

ويُعزّز من هذا السيناريو، مطالبة أمير الكويت “صباح الأحمد الجابر الصباح” لقطر عدم اتخاذ أي إجراءات من شأنها تصاعد الأزمة، فضلاً عن أنباء عن توجّهه إلى الرياض للقاء الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود”؛ لاحتواء الأزمة والتدخل للعب دور الوساطة.

واستقبل أمير الكويت مستشار الملك “سلمان” الأمير “خالد الفيصل”، وأجرَى اتصالات هاتفياً بأمير قطر خلال الزيارة.

وهنا يبدو أن دول الخليج الثلاث لن تقبل بإعادة العلاقات الدبلوماسية قبل اتخاذ قطر خطوات من شأنها إزالة نقاط الخلاف.. فما هي؟ وإلى أي مدى يُمكن أن يكون التنازل؟ وهل تمتلك قطر أوراق ضغط بالمقابل أم انها ستدخل سريعاً لبيت الطاعة السعودي الإماراتي؟ وما موقع الأمريكان داخل لعبة الضغط والضغط المضاد بين الفرقاء الخليجيين؟.

تصعيد الأزمة

السيناريو الثالث: تصعيد الأزمة، وهو أمرٌ مُستبعد خاصة مع عدم رغبة قطر في الردّ على الإجراءات الخليجية، فضلاً عن تراجع الشيخ “تميم بن حمد آل ثاني” عن إلقاء خطاب للشعب القطري؛ استجابة لطلب أمير الكويت.

ويدعم استبعاد هذا السيناريو، إمكانية ارتماء الدوحة في أحضان إيران إذا تصاعدت الأزمة، بما يُشكّل ضغطاً على دول الخليج ويُهدّد مجلس التعاون بالتفكُّك.

وهنا كانت الرسالة الإيرانية واضحة، إذ أبْدَت استغرابها من قطع العلاقات مع الدوحة، فضلاً عن عرضها تصدير المواد الغذائية إليها.

ويدفع باتجاه استبعاد هذا السيناريو، ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من خلافات وأزمات وحروب، بما يُصعّب من افتعال أزمات جديدة.

وبَدَا واضحاً أن الدول الكبرى لا تُريد تصعيد الأزمة بشكلٍ أكبر بما ينعكس سلباً على ترتيبات خاصة بالمنطقة وتحديداً في قضية مكافحة الإرهاب، وهو ما جاء على لسان وزير الخارجية الأمريكي “ريكس تيلرسون”، مُعبّراً عن ضرورة حفاظ دول الخليج على وحدتها.

ودخلت روسيا على خط الأزمة منعاً للتصاعد، وأجرى وزير الخارجية الروسي “سيرجي لافروف” اتصالاً هاتفياً مع نظيره القطري الشيخ “محمد بن عبد الرحمن آل ثاني”؛ للتأكيد على ضرورة الحوار لحل الأزمة.

تركيا هي الأخرى والتي تتمتع بعلاقات قوية بين السعودية وقطر، أبدَت استعدادها للتدخل للحيلولة دون تصاعد الأزمة.

فهل تنجح كل تلك الجهود أم أن هناك مَن يُريد للأزمة الاستمرار داخل البيت الخليجي نفسه لتحقيق مصالح ضيقة، أو ربما واسعة.. اتساع النظرة الأمريكية لمُقدّرات الخليجيين؟!.

وكالات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى