هل سيخسر دونالد ترامب انتخابات عام ٢٠٢٠ !!

هل سيخسر دونالد ترامب انتخابات عام ٢٠٢٠ !!
الدكتور كمال الزغول

كثير من الإستطلاعات بيَّنت أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يتقدم على الرئيس الحالي ترامب، لكن ليس في كل المجالات،ففي استطلاع للرأي قام به مركز بيو للابحاث ( PEW RESEARCH CENTRE) في نهاية شهر حزيران الماضي ، تفوق المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الامريكي ترامب ،حيث حصل جو بايدن على ٥٤% من أصوات عينة الإستطلاع من الناخبين المسجلين الامريكيين،بينما حصل دونالد ترامب على ٤٤% في هذا الاستطلاع ، حيث بدا الفارق ١٠ نقاط لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن ، الإستطلاع اخذ بعين الاعتبار عدة نقاط تخص مهام الرئيس القادم ،وقدرته على فرض القانون في المجتمع الأمريكي، وقدرته على اتخاذ القرار في السياسة الخارجية ،وكيفية ادارته لملف الصحة العامة وتأثيرات جائحة كورونا على البلاد، زيادة على ذلك، الاستطلاع ايضا أخذ بعين الاعتبار استطلاعات الرأي حول قدرة المرشح القادم على توحيد وجمع الامريكيين.وقد تفوق جو بايدن بجميع المجالات باستثناء القدرة الجسدية والحزم والشجاعة في اتخاذ القرار وقدرته على استعادة وتعافي الاقتصاد الامريكي.
من خلال تمحيص الاستطلاع ، والتركيز على أهم القضايا في المجتمع الامريكي ،ومن خلال قراءة الثقافة الأمريكية ،والتي تعتمد في كل تقدمها وازدهارها على روح المغامرة ، فإن الإستطلاع يُشير في هذا المجال الى تفوق الرئيس الامريكي الحالي في مجال القرارات الإقتصادية والحزم فيما يخص الأمن القومي الامريكي ،فمسألة الحزم جنبا الى جنب هي مهمة جدا بالنسبة للمجتمع الامريكي التي يتحلى بها الرئيس الحالي دونالد ترامب حسب ما ظهر في الاستطلاع.

وبالرغم من استطلاعات الرأي التي تُبدي تفوقا للمرشح الديمقراطي جو بايدن، الا أنه ما زال من المبكر الحديث عن فوز ترامب او خسارته في الإنتخابات الامريكية القادمة، فنستطيع أن نتحدث عن ذلك في شهر تشرين الأول، وذلك لحصر التوجهات واجراء التحليلات.
إن استطلاعات الرأي التي نشرت حول أداء الرئيس هي حول قضايا عارضة وليست اساسية،من بينها جائحة كورونا ، ومقتل جورج فلويد وما تبعها من احتجاجات ، فهناك قضايا اهم، وهي قدرة ترامب على استعادة الاقتصاد، وقدرة ترامب على مقارعة الصين وروسيا، بالإضافة الى ملفي ايران وكوريا الشمالية النوويين، وهم قضايا اساسية بحتة بالنسبة للناخب الأمريكي .
ومن الجدير بالذكر،أن انتخابات الكونجرس بفرعيه مجلس النواب ،وثلث مجلس الاعيان، ومجالس الولايات والمجالس المحلية ،ستُجرى في نفس وقت الانتخابات الرئاسية ، فتلك الكينونات وحملاتها الانتخابية الممتدة في مجلس النواب والأعيان والولايات، هي من تحدد اتجاه الناخب الامريكي ، ونسبة قوة حملة الجمهوريين والديمقراطيين الإنتخابية هي من تعيد توجه الناخب الأمريكي بناء على تجنبٍ لخسارة، واستعدادٍ لفوز في الكونجرس ،فالصراع الانتخابي يبدأ بالقاعدة الانتخابية ،ويتم تصفية التوجه في حملات انتخابات اعضاء الكونجرس المصاحبة لحملات المرشح الرئاسي الانتخابية ، ومن ثم يستبين فوز المرشح للرئاسة من عدمه حسب ردة فعل الايدولوجيا الحزبية الطازجة في الكونجرس خلال الانتخابات، فتتشكل كينونة المرشح الأقوى الانتخابية ، لأن ممثلي المجمع الانتخابي هم امتداد للتمثيل في الكونجرس من المتنافسين، وسيشمل ممثلين ومرشحين جدد ،ففيهم جذور سابقة سياسية ، ومندوبين محسوبين على الحزبين باجنداتهم ،وليست برغباتهم.
وكما أن الأحداث العارضة تُغيّر نتائج الإستطلاعات فإن القضايا الأساسية والكبرى هي من تحدد نتائح الإنتخابات، بالإضافة الى ذلك، هناك وقت ضائع تستخدمه الحملات الانتخابية في وسائل الإعلام لتغيير المعادلة في الاسبوع الأخير قبل الانتخابات ،فالتنافس بين الجمهوريين والديمقراطيين متقارب جدا وما زال في بدايته ،ولا يستطيع احد التنبؤ في مآلات أول يوم ثلاثاء من شهر تشرين الثاني عام ٢٠٢٠.

باحث وكاتب.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى