مشاكل خطيرة تعاني منها مدينة إربد / تحسين التل

مشاكل خطيرة تعاني منها مدينة إربد

في مقابلة مع أحد المسئولين؛ حمل اللاجئين السورين مسئولية تردي مستوى النظافة، وزيادة القاذورات في المدينة، مع أنه يعلم قبل غيره من سكان إربد بأن نفايات السوق المتراكمة يومياً ناتجة عن وجود سوق الخضار الذي يرتاده الآلاف من سكان المحافظة.

إربد تعاني من كلاب وقطط ضالة، وقوارض خطيرة، وحشرات طائرة وزاحفة بسبب انعدام النظافة، وميادين تتكاثر في الشوارع تزيد من تفاقم الأزمة المرورية التي أصبحت تعاني منها بعض الشوارع…؟!

المأساة التي يعيشها وسط مدينة إربد فريدة من نوعها، ولا تشبهها أية محافظة أو مدينة من جنوب البلاد وشرقها وغربها، فالمدينة التي تعد عاصمة الوطن الزراعية أو الإقليم الزراعي الذي تعتمد عليه المملكة بمثابة سلة غذاء استراتيجي؛ يعاني من فوضى في أكثر من جانب، وقد تناولنا كثير من هذه الجوانب المصورة ووضعناها أمام من يهمه الأمر إلا أننا على ما يبدو كنا نصرخ في الفراغ فلم يسمعنا أحد، وإن سمعنا من سمعنا فلا يحرك ساكناً. هكذا تعودنا، ترحيل مشاكلنا وعدم تحمل المسئولية وترك الأمور معلقة الى ما لا نهاية.

مقالات ذات صلة

إربد المدينة القديمة قدم التاريخ؛ أنشأت قبل خمسة آلاف سنة، أي منذ العصر البرونزي، وقد مرت عليها مجموعة من الحضارات: الإغريقية، والرومانية، والإسلامية؛ من غير المعقول أن تكون على هذه الصورة الكئيبة: نظافة معدومة في وسطها التجاري الذي يعاني منذ سنوات، وشوارع قديمة مهترئة، وغير صالحة للاستعمال بنسبة 60% لأن المجلس البلدي ركز على المناطق التابعة للمدينة واختلق الحجج الواهية التي لا يصدقها العقل والمنطق، منها: أن قانون الدمج خدم القرية على حساب مدينة إربد، والموازنة لا تكفي رواتب لأكثر من خمسة آلاف موظف وعامل، ولا يوجد عمال وآليات كفاية تغطي مشاريع البلدية.

لا ندري من هي الجهة صاحبة الذكاء الخارق التي قررت أن تحول شوارع المدينة الى ميادين مختلفة الأشكال والأحجام، من هي الجهة التي برعت في تقسيم شوارع إربد على هذا النحو المثير للاستهزاء والسخرية من قبل سكان المدينة وكل من يزور المدينة حتى لو كان عابراً لشوارعها ذات النظافة المنعدمة، والحفر المتناثرة، والروائح الكريهة..

حتى تحل مشكلة ما يجب عليك أن لا تخلق مشكلة بديلة بحجة الحل، فالميادين الصغيرة والكبيرة تعيق حركة انسياب السيارات، وتسبب الأزمات كما يحدث في شارع الأمير محمد، ولهذا الشارع قصص مضحكة تروى، ويتندر عليها سكان المدينة، فالشارع يعد من الشوارع الحيوية والهامة في مدينة إربد حيث يقع سامح مول من الجهة الشرقية بالقرب من دوار الثقافة (الزيتونة)، وكارفور في نهاية الشارع من الجهة الغربية حيث يقع دوار مدينة الحسن الرياضية، وأمام الكارفور هناك ميدان أطلق عليه أهل المدينة: دوار الناموسة، وقامت البلدية بتجهيز ميدان آخر أمام محطة توتال للمحروقات باسم نجيب عوض ارشيدات، وميدان آخر بعيداً عنه بحوالي 300 متر باسم محمد مطر بني هاني، وعند احتساب العدد تبين بأن هناك خمسة ميادين في شارع الأمير حسن الذي لا يتجاوز طوله أقل من ألف وخمسمائة متر… هل هذا معقول يا بلدية..؟!

كثرة الميادين لا تحل المشاكل بل تزيد من تفاقمها، وكثرة المطبات التي تسبق الميادين لن تؤدي إلا إلى زيادة الحوادث، وتحطيم السيارات، فهي مشغولة ومنفذة بطريقة الهدف منها معاقبة السيارات أكثر من كونها جاءت لتحديد السرعة والتنظيم.

هل مشكلة اربد التي تعاني منها هي الكلاب الضالة كما تحدث أحدهم قبل أيام، حيث اختصر كثير من المشاكل التي تعاني منها مدينتنا الكئيبة بوجود كلاب ضالة وكيفية التخلص منها بواسطة القنص أو باللحوم المسمومة، وتناسى أن مشاكل اربد أكبر بكثير من مهزلة قتل بضعة كلاب ضالة لم تعتدي على أحد، ولم تسجل حالة عقر واحدة منذ سنوات. الأولى أن تقوم البلدية بحل مشكلة النظافة، وتنظيف أطراف المسجد القديم لأنه من العيب جداً أن يقع أقدم مساجد الأردن بين كومة من القمامة.

من العيب جداً أن يكون وسط المدينة يعيش في حالة فوضى مستمرة؛ قمامة بالأطنان. فيضان مجاري مستمر حتى يغمر الشوارع بالمياه القذرة والنفايات. كلاب وقطط ضالة وقوارض، ذباب وبعوض وأمراض ربما تتفشى بسبب خطورة الوضع البيئي القائم، ومعاناة سكان وسط المدينة التي لا تنتهي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى