مساندة الدولة في موقفها حيال «إسرائيل»

مساندة الدولة في موقفها حيال «إسرائيل»

عمر عياصرة
الثقة الشعبية بالدولة الأردنية كادت تتلاشى نهائيا بعد حادثة السفارة الإسرائيلية، لكن عودة الملك واستدراكاته وتشديد الخطاب تجاه حكومة نتنياهو خفف من غلواء الغضب وأشعرنا بقيمة حنقنا عند الدولة.
الملك زار عزاء «الدوايمة والحمارنة»، وحمل بشدة في تصريحاته على عربدة نتنياهو، فجاءت الزيارة الملكية مثقلة بحمولتها السياسية، وراغبة بالرد على معركة الصور التي مارسها رئيس حكومة دولة الاحتلال، مما دشن لبداية تصعيد معقول مع «اسرائيل».
من جهة اخرى،اعلنت الدولة عن قرارها بعدم السماح لطاقم السفارة الاسرائلية بالعودة الى عمان، وهنا سعت حكومة نتنياهو الى اختبار جدية القرار الأردني، فتقدمت بطلب لوزارة الخارجية للسماح للطاقم بالعودة، فجاء الرد بالرفض، مما أدخل العلاقة في أزمة، وجعلنا نشعر بان استدراكات الدولة على خطأ إطلاق سراح القاتل، قد بدأت، ونتمنى ان تكون بحجم طموح الناس.
الأردن، ومن خلال كلام الملك في العزاء، يريد نهاية واضحة لمسلسل قتل القاضي زعيتر، ويرغب بملاحقة «قاتل السفارة»، وبغير ذلك هناك أزمة وتصعيد وجمود في العلاقات.
من جهة اخرى الأردن دائما قلق لما يجري في القدس، وتراه يغمض العين عن بعض التجاوزات الاسرائيلية بحق الأردنيين خدمة لعنوان الاقصى.
لكنه اليوم مطمئن لقوة المقدسيين وقدرتهم على ردع الصهيوني، فما كان في الاسبوعين الماضيين من حراك وانجاز لاهل المدينة المقدسة أثلج قلب الدولة وأشعرها بنفوذ وقوة معقولة بهذا الملف.
ندرك ان نتنياهو لن يسكت على عدم السماح بعودة السفيرة، ونعلم انه سيراوغ بقوة في ملفي «القاضي زعيتر وقاتل السفارة، ومتأكدين انه سيستعين بدول الرعاية العظمى للضغط علينا من اجل التنازل والتراجع.
من هنا يجب مساندة الدولة، ومساعدتها في مقاومة الضغوط، فالإشادة بالخطوات المعقولة ليس عيبا ايدلوجيا، فعصبها يتأثر بنا ضغطا ودعما، وعلينا ان نكون على قدر فهم صعوبة اللحظة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى