مسؤول عسكري إسرائيلي يفسر لماذا لا يرد “بشار الأسد” على هجمات تل أبيب في سوريا؟

سواليف

يحاول رئيس المجلس الأمني السابق في إسرائيل الجنرال (بالاحتياط) غيورا آيلاند، أن يجد جوابا للسؤال، لماذا لا يرد الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه على عشرات الهجمات الإسرائيلية التي تنتهك السيادة السورية آخرها ضرب أهداف في دمشق.

ويقول في مقال نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت”إن الهجمات الإسرائيلية على السوريين وإيران وحزب الله لا يتأثرون بها أكثر من اللزوم مثلنا.

ويتساءل هل يعني هذا تسليمهم بنجاح عمليات الإحباط الإسرائيلية؟ هل يرجع عدم ردهم على الهجمات إلى كون الردع الإسرائيلي لا يزال فعالا جدا؟ هل يمنعهم الضغط الروسي من العمل؟

هذه مجرد تساؤلات، لكن آيلاند يبحث عن الجواب في مكان آخر فيقول “يساورني الخوف من أن التفسير مختلف. أعداؤنا مستعدون للتضحية، بين الحين والآخر، بوسائل أو أهداف يفترض أن تنجح إسرائيل في تدميرها، لكنهم في الوقت نفسه عثروا على طرق أخرى لنقل أسلحة متقدمة من إيران إلى لبنان عبر سورية”.

ويعتبر أن هذا ليس معقدا بشكل خاص، في ضوء الخصائص الثلاث التالي: أولا، الحدود السورية – اللبنانية يصل طولها الى 300 كم، معظمها مناطق جبلية وغابات، وثانيا، ان مئات الشاحنات تمر يوميا من سورية إلى لبنان، وثالثا، لا يوجد بين طهران وبيروت، أي عامل يريد ويستطيع منع هذا النشاط”.

وفي ضوء ذلك، لا مفر من الاستنتاج بأنه رغم عمليات الإحباط الإسرائيلية المفترضة، فإن تعزيز قوة حزب الله سيتواصل من دون عائق، تقريبا.

ويوضح أن النشاط الإسرائيلي يركز على محاولة منع حزب الله من تلقي أو إنتاج صواريخ دقيقة، معتبرا أن هذا دون شك “تفضيل صحيح للأهداف”. ويعتقد آيلاند أن الفرق بين الأضرار المحتملة للسلاح الدقيق مقابل السلاح الإحصائي هائل. ويعلل ذلك بالقول إن إسرائيل دولة صغيرة مع عدد قليل من المواقع الحيوية والاحتياطي المنخفض وإذا ما تعرضت محطات الطاقة والمطارات والموانئ ومحطات السكك الحديدية والمستشفيات للضرب في الحرب المقبلة، فإن الثمن الذى ستدفعه، بالإضافة الى مئات الإصابات، لا يمكن تحمله، تقريبا.

وبرأيه هناك استنتاجان ينبعان من هذا التغيير الخطير في طبيعة التهديد: الأول، من الصواب مواصلة محاولات ضرب الأسلحة الدقيقة التي يجري تحويلها لحزب الله، ولكن بما أن قدرة اسرائيل على منع ذلك طوال الوقت، تعتبر محل شك، من المهم التأكيد على الاستنتاج الثاني: إذا تم فتح النار من لبنان على إسرائيل، وتم جرنا إلى “حرب لبنان الثالثة”، يجب ألا نسمح لهذه الحرب بأن تستمر لمدة 33 يوما، كما في عام 2006. محذرا من أن الحرب الطويلة ستؤدي إلى إلحاق أضرار لا تطاق بالبنية التحتية العسكرية والمدنية الإسرائيلية.

ولذا يرى أن الطريقة الوحيدة لضمان أن تكون الحرب المقبلة قصيرة هي الحرب ضد الدولة اللبنانية وليس ضد حزب الله فحسب. ويضيف “يمكن لإسرائيل أن تدمر البنية التحتية للبنان وكذلك جيشه في غضون أيام قليلة.

وبما أنه لا أحد في العالم – لا اللبنانيين ولا حزب الله ولا سورية ولا إيران، وبالطبع لا السعودية وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة – يريدون تدمير لبنان، ستكون هناك ضغوط دولية هائلة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غضون أسبوع أو أقل، وهذا هو تماما ما تحتاج له اسرائيل.

بيد أنه يوضح أيضا أنه لا يكفي اتخاذ قرار من هذا القبيل في الوقت الحقيقي، عندما ينشب الصراع، داعيا إسرائيل ان تقوم منذ اليوم بنقل هذه الرسالة، لسببين: أولا، هكذا سنحقق الردع وربما نتجنب الحرب المقبلة، لأنه لا أحد في العالم يريد تدمير لبنان. وثانيا، إذا اندلعت الحرب، من المهم ان تفهم الدول الغربية، وعلى الأقل الولايات المتحدة، مسبقا أن إسرائيل اختارت هذه الاستراتيجية في غياب خيار آخر.

ويمضي في انتقاده للممارسة الإسرائيلية ” لكن، ولبالغ الأسف، فإن الرسائل التي تبثها اسرائيل معكوسة. قبل أسبوع تقريبا، وفي نهاية المناورات الكبيرة في الشمال، أعلن وزير الأمن وقادة الجيش أن إسرائيل ستكون قادرة على هزم حزب الله. هذا خطأ. لأنه حتى لو استطاعت إسرائيل هزم حزب الله، وتواصلت الحرب لنحو خمسة أسابيع، كما في عام 2006، فإننا سنجد جميعا صعوبة في التعايش مع ثمنها الباهظ”.

مطار دمشق

ونقلت صحيفة “هآرتس″ عن قناة “الميادين” المقربة من النظام السوري، أن سلاح الجو الاسرائيلي، شن هجوما على منطقة مطار دمشق.

ولم تتطرق جهات رسمية في سورية او حزب الله للحادث، كما رفضت مصادر رسمية في اسرائيل التعقيب، إلا أنها نفت الادعاءات السورية بأنه تم إسقاط طائرة اسرائيلية غير مأهولة، شاركت في الهجوم.

وكما يبدو فقد أصيب جراء القصف مستودع للسلاح في منطقة المطار الدولي في دمشق، وحسب مصادر إسرائيلية، يجري في هذه المنطقة تخزين قسم كبير من الأسلحة التي تحولها أيران الى سورية، ومن ثم الى لبنان. ونبهت ” هآرتس ” انه خلال السنوات الخمس الأخيرة، تم نشر الكثير من التقارير عن هجمات سلاح الجو الإسرائيلي على منطقة مطار دمشق.

الصاروخ الإيراني

وفي سياق متصل انتقد وزير الأمن افيغدور ليبرمان قيام إيران باختبار صاروخ باليستي يبلغ مداه 2000 كم ويحمل عدة رؤوس متفجرة. واعتبر أنه ليس مجرد استفزاز وتحد للولايات المتحدة وحليفاتها، ومن بينها اسرائيل، ومحاولة لاختبارها، وإنما دليل على طموح إيران للتحول الى قوة عظمى وتهديد ليس فقط دول الشرق الأوسط، وإنما كل دول العالم الحر. وتابع ليبرمان، محذرا ” تخيلوا ماذا سيحدث لو حصلت إيران على سلاح نووي. هذا هو ما تسعى اليه، يحظر السماح بحدوث ذلك”.

(القدس العربي)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى