مسؤوليتنا الاجتماعية .. سكّر خفيف / يوسف غيشان

مسؤوليتنا الاجتماعية .. سكّر خفيف
على ذمتي، نحن العرب نعاني مما يمكن ان أسميها متلازمة ضعف المسؤولية الاجتماعية، ولعلي استطيع ان ألخصها بطرفة رواها الجاحظ عن اهل مرو او عن غيرها. ..تقول ان ابناء القرية اتفقوا على ان يوضع زير على باب قريتهم، ويضع فيه كل واحد من ابناء القرية كوبا من الحليب، حتى يرتوي الغرباء.
صباح اليوم التالي، لما فتح اول الغرباء الزير، اكتشف انه مملوء ماء، مع انه مكتوب عليه (حليب سبيل). وتبين بعد التحقيقات الأولية، ان كل واحد من ابناء القرية قال في نفسه ما معناه: ما دام الآخرون يضعون الحليب، فلماذا لا اضع كوب ماء فقط فيختفي بينها.
المشكلة ان جميع ابناء القرية فكروا بذات الطريقة..فامتلأ الزير ماء.
في الواقع فإن مسؤوليتنا الاجتماعية (سكّر خفيف)، داخل دولتنا وبين اخوتنا واقاربنا وابناء جلدتنا وبلدتنا، فكيف نصل الى التفكير بالمسؤولية الاجتماعية العالمية ؟؟؟
– صحيح اننا ننشد كل يوم اغاني في حب الوطن، وفي التغني بامجاده والرغبة في الموت في سبيله.. لكن كل واحد منا – والاستثناءات نادرة- يطلب من الآخرين ان يفعلوا ذلك، بينما هو يغني وينشد ..تماما كواقعة الزير آنفة الذكر.
– ندعو لصلة الرحم والقربى الأولى بالمعروف …..لكننا ندعو الآخرين.
– «ع حسابك» و»خلّيها علينا» وما شابهها من عبارات تتكرر ملايين المرات يوميا .. لكن لا نحن نقصدها ولا الآخر الذي نوجهها اليه يصدقها ..انها كلام في كلام في كلام.
– لا نفعل الخير للآخرين الا لنجعله دعاية واستعراضا لنا، وليس بسبب موقف انساني عميق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى