مسؤولون دوليون سابقون: أسباب الحرب العالمية الأولى متوفرة الآن

سواليف

نشرت صحيفة ذي إندبندنت البريطانية مقالا للمسؤول البريطاني السابق ديسموند براون بالاشتراك مع عدد من المسؤولين الدوليين الآخرين في ذكرى مرور مئة عام على الحرب العالمية الأولى، ويقول فيه إن أفضل طريقة لإحياء ذكراها هي بمنع نشوب حرب عالمية ثالثة.

ويشير الكاتب -وهو وزير دفاع بريطاني سابق- إلى أن الصراع بين القادة الأوروبيين أدى إلى نشوب تلك الحرب المدمرة التي تعد واحدة من أشد الحروب فظاعة في التاريخ والتي أودت بحياة عشرات الملايين من المدنيين.

ويقول الكاتب في المقال الذي اشترك معه في كتابته كل من السفير الألماني السابق لدى واشنطن وولفغانغ شنايغر، ووزير الخارجية الروسي السابق إيغور إيفانوف، وعضو مجلس الشيوخ الأميركي السابق سام نان إنه في الوقت الراهن تخيم موجة من سوء التفاهم والصراعات على العالم إزاء العديد من القضايا الشائكة، وإن عدم التوصل إلى حلول سلمية لها من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع حرب نووية محتملة تكون أكثر بشاعة فتحصد الملايين من الأرواح في غضون دقائق.

وفي خضم تهاون قادة العالم عن إيجاد حلول جذرية للصراعات القائمة فإن المقال يتوقع اندلاع هذه الحرب الجديدة العالمية المدمرة خلال العام المقبل.

تدريبات وصواريخ
ويشير المقال إلى أنه إذا ما أجرت روسيا تدريبات عسكرية كبيرة على أراضيها المتاخمة لأراضي حلف شمال الأطلسي (ناتو) فقد تقترب طائرة مراقبة تابعة للحلف من المجال الجوي الروسي عن طريق الخطأ، مما يجعل الصواريخ الروسية تنطلق لإسقاطها، الأمر الذي بدوره يجعل دول حلف الناتو تحشد تعزيزات عسكرية واسعة النطاق للرد على هذا الهجوم الروسي المفترض.

ويقول إنه يبدو أن هناك قلقا لدى الطرفين إثر انتشار النشاط النووي في الآونة الأخيرة وبعد انهيار “معاهدة الصواريخ النووية متوسطة المدى”.

ويضيف المقال أن قوات كل من حلف الناتو وروسيا ستصدر إنذارا نهائيا لاستعراض قدراتها النووية، وذلك في حال ظهر تهديد لمصالحهما الحيوية، حيث سيكون الصراع تقليديا مع احتمال كبير لتصعيد التوتر واستخدام الأسلحة النووية.

ويشير إلى أن الأحداث الحالية التي تجري على الصعيد العالمي تنبئ جميعها باحتمال حدوث هذا السيناريو الافتراضي، وسط احتمال تفاقم الأوضاع وبروز تهديدات جديدة، وذلك على غرار مخاطر الهجمات الحاسوبية المتعلقة بأنظمة الإنذار المبكر والقيادة والتحكم التي يمكن أن تظهر في أي مرحلة من مراحل الأزمة السياسية.

تحذير وعبرة
ويحذر المقال من نشوء سوء تفاهم وإشارات غير مقصودة يمكن أن تؤدي إلى السير نحو حرب، وسط عدم الارتياح والتشكيك المنتشر في العديد من الدول الأوروبية الأطلسية إزاء العديد من القضايا الرئيسية على غرار الأزمة الأوكرانية، والحرب الدامية في سوريا، وأزمة الهجرة، وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي، وانتشار التقنيات الجديدة، فضلا عن وجود زعماء جدد في المنطقة ممن يفتقرون إلى الخبرات اللازمة.

ويتساءل المقال عن الخطوات اللازمة لمنع وقوع كارثة نووية محققة، ويشير إلى ضرورة تأكد الرؤساء الذين تمتلك بلدانهم أسلحة نووية مثل الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من أن الحرب النووية لا يمكن الظفر بها بأي حال من الأحوال، وبالتالي فإنه لا يجب خوضها أبدا.

ويدعو الرؤساء إلى العمل على حل المشاكل المتعلقة بالأسلحة النووية، وإعادة بناء الثقة بين الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي من جهة وروسيا من جهة أخرى حتى تتمكن هذه الأطراف من مجابهة التحديات الأمنية التي تهدد المنطقة الأوروبية الأطلسية.

كما يؤكد المقال على أهمية الحوار في إدارة الأزمات، ويرى أن إحياء الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى قد يكون عبرة لقادة العالم وفرصة لهم لاتخاذ خطوات جدية لضمان عدم نشوب حرب جديدة ومدمرة.

المصدر : الجزيرة,إندبندنت

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى