مركز المناهج … تشكيلة معقولة / عمر عياصرة

مركز المناهج… تشكيلة معقولة

لا يختلف اثنان على ان مناهجنا الدراسية تحتاج الى عملية غربلة واعادة تقييم وتعديل يكفل لها مواكبتها لتطورات العصر من جهة، وانتقالها الى ترسيخ مفاهيم العقل الناقد والابداع من جهة اخرى.
رغم هذا الاجماع على ضرورة التعديل، الا ان البعض «غير القليل» كان قلقا او قل متشككا من استهداف الوجبة الدينية والقيمية الوطنية لحساب افكار تيار يرى في خصوصيتنا انها «ثقافة بالية» يجب القفز عنها وضربها من اعماقها.
الوجبة الاولى كانت ملتبسة وغير حكيمة واثارت جلبة قاسية بفعل شكلها الذي اثار الرعب، لكن بعد ذلك، ربما، ادركت الدولة والجهات المهتمة، انها بحاجة الى مجموعة اكثر ادراكا لمخاوف الناس واكثر «ركازة» في تحقيق اهداف التعديل.
لذلك انشئ المركز الوطني لتطوير المناهج، وصدرت الارادة الملكية باسماء تشكيلته، وجاء على رأس الهرم فيه رئيس وزراء سابق تربوي هو الدكتور عدنان بدران، يملك خبرة معقولة، يقدر الخصوصيات، وأظنه يعرف المطلوب والمحذور في عملية الاصلاح.
المجلس ايضا يضم، وزير التربية والتعليم والتعليم العالي، ومفتي المملكة، ونقيب المعلمين، ورئيس مجمع اللغة العربية، وكلها جهات يصعب تغييبها كما انه يصعب تلقينها بغير قناعاتها، وهذا شيء يشعرك بحجم الجدل الايجابي الذي سيكون في المركز، كما ان وجود المفتي سيضمن تبديد الشطط في استهداف الوجبة الدينية.
من بين الاسماء التي تم تكليفها للعمل في المركز، الدكتور الصديق محمد ابو رمان، الخبير بالجماعات الاسلامية، وهو تعين موفق، فالرجل قادر على ضبط كل انفعالات «مكافحة الارهاب» التي قد تطلق نيرانها على المناهج بحق وغير حق، ومعرفتي بالدكتور محمد انه يعرف من اين يغرف، ويدرك بالعموم ان تقليص الدينية بدون تمحيص ستعزز التشدد اكثر فأكثر.
بالعموم، الاسماء التي ستدير ملف اعادة انتاج المناهج، هي اسماء معقولة ومتنوعة وقادرة على تحقيق استقلاليتها، كما انها متفهمة للمخاوف بقدر تفهمها لحاجات التغيير، وأتوقع انها ستبلي بلاء حسنا، وعلينا ان ننتظر المخرجات، والا نصطنع ضجيجا عشوائيا، فالمناهج بحاجة لتعديل وترشيق، والخصوصيات الوطنية بحاجة ايضا لتعميق واظهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى